رواية ابن عساكر
ورواه ابن عساكر بأسانيد متكثّرة جدّاً(1)، نختار منها مايلي:
* « علي بن أحمد بن عبدالرحمن حدث عن ضمرة بن ربيعة، روى عنه صالح بن أبي مقاتل وعبداللّه بن أحمد بن علي المعروف بالأثرم، أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ نا محمد بن حميد نا صالح بن أبي مقاتل عن علي بن أحمد بن عبدالرحمن الدمشقي ـ قدم علينا البصرة ـ عن ضمرة بن ربيعة عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، كرار غير فرار، يفتح اللّه عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فبات الناس متشوقين فلما أصبح قال: أين علي؟ قالوا: يا رسول اللّه ما يبصر قال: ائتوني به فأتي به، فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله اُذن مني، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد قط».
* «ورواه ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أخبرناه أبو محمد عبدالكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، أنا أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو بكر عبداللّه بن سليمان الأشعث السجستاني عن محمد بن علي الثقفي عن المنجاب بن الحارث، حدثني عبداللّه بن حكيم بن جبير عن أبيه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر إلى خيبر فهزم فرجع، فبعث عمر فهزم فرجع يجبن أصحابه، ويجبنه أصحابه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه عليه، فدعا علياً فقيل له: إنه أرمد، قال: ادعوه، فدعوه فجاءه فدفع إليه الراية، ففتح اللّه عليه».
* «ورواه عبيد اللّه بن موسى العبسي عن ابن أبي ليلى، فقرن بالمنهال الحكم بن عتيبة كما فرق بينهما، أخبرناه أبو المطهر عبدالمنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي، أنا جدي لأمي أبو طاهر بن محمود الثقفي فيما قريء عليه وأنا حاضر، أنا أبو بكر محمد بن عبيداللّه بن الحسن بن محمد العدل نا محمد بن عمر بن عبداللّه بن الحسن، أنا أحمد بن منصور، أنا عبيداللّه بن موسى أنا ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه: أنه قال لعلي ـ وكان يسمر معه ـ إن الناس قد أنكروا منك أن تخرج في البرد في الملائتين وفي الحرّ في الحشو والثوب الثقيل. قال فقال علي: ألم تكن معنا بخيبر؟ قال بلى، قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع وقد انهزم، فبعث عمر وعقد له لواء فرجع منهزماً بالناس. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية رجلا يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله يفتح اللّه له ليس بفرار، قال فأرسل إلي وأنا أرمد فقلت: إني أرمد فتفل في عيني ثم قال: اللهم اكفه أذى الحرّ والبرد. قال: فما وجدت حراً بعده ولا برداً».
* «ورواه معاوية بن ميسرة العبدي عن الحكم، أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبداللّه أنا أبو بكر الخطيب و أخبرنا أبو بكر اللفتواني وأبو صالح عبدالصمد بن عبدالحر من قالا: أنا أبو محمد التميمي قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، نا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي إملاء، نا أحمد بن عبدالرحمن بن سراج أبو عبداللّه الكندي، حدثني مخلد بن أبي قريش الطحان، نا معاوية بن بشر العبدي حدثني الحكم بن عتيبة أنه سمع عبدالرحمن بن أبي ليلى يقول: كان أبو ليلى يسمر مع علي قال اجتمع إلي القوم من أهل المسجد فقالوا: إنا ننكر من أميرالمؤمنين لباسه في الشتاء الثوب الواحد وفي الصيف القباء المحشو، فلو سألت أباك أن يسأله إذا سمر عنده، قال عبدالرحمن، فدخلنا عليه فسأله أبو ليلى فقال: أما كنت معنا بخيبر؟ قال بلى، قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه، فتشرف لها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال: أين علي؟ فقيل: إنه أرمد، فدعاني فتفل في عيني وقال: اللهم أذهب عنه الحرّ والبرد، وأعطاني الراية، ففتح اللّه علي، فما وجدت بعدها حرّاً ولا برداً».
* «رواه أبو سعيد الخدري: أخبرناه أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي التميمي أنا أبو بكر بن مالك نا عبداللّه بن أحمد نا أبي مصعب بن المقدام وحجين بن المثنى قالا: نا إسرائيل نا عبداللّه بن عصمة العجلي قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أخذ الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال أنا فقال: امط ثم جاء رجل آخر فقال: أنا. فقال: امط. ثم جاء رجل آخر فقال: أنا فقال: امط ثم قال النبي صلّى اللّه عليه وآله: والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتّى فتح اللّه عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما. قال مصعب: بعجوتها وقديدها».
* « أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة قالت: قريء على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقريء قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا حسين بن محمد، نا إسرائيل عن عبداللّه بن عصمة قال: سمعت أبا سعيد يقول: أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الراية فهزّها ثم قال: من يأخذها بحقّها؟ فجاء الزبير فقال: أنا فقال أمط، ثم قام آخر وقال ابن حمدان رجل آخر فقال أنا فقال أمط ثم اتفقا فقالا: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: والذي كرّم ـ وقال ابن حمدان أكرم ـ وجه محمّد، لأعطيّنها رجلا لا يفرّ بها. هاك يا علي. فقبضها ثم انطلق حتّى فتح اللّه عليه فدك خيبر وجاء بعجوتها وقديدها. وقال ابن حمدان: حتّى فتح اللّه فدك».
* «ورواه أبو ليلى الأنصاري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله: أخبرناه أبو عبداللّه الفراوي أنا أبو القاسم القشيري وأبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قالا: أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، أنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل، نا عبداللّه بن حماد، نا محمد بن عمران بن محمد بن عبدالرحمن، حدثني أبي، حدثني ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غزاة فدعا علياً ثم قال: لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه عليه ليس بفرّار، فتطاول الناس لها ورفعوا رؤوسهم وقال فتشرف فجاء علي فدفع إليه الراية فتوجه فقتل مرحب اليهودي وفتح اللّه عليه. كذا قال».
* «والمحفوظ أن أبا ليلى رواه عن علي: أخبرناه أبو علي بن السبط نا أبو محمد الجوهري وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبداللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا وكيع عن ابن أبي ليلى، عن المنهال عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف فقيل له: لو سألته، فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت: يا رسول اللّه إني أرمد العين، فتفل في عيني فقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حراً ولا برداً منذ يومئذ. وقال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار، فتشرف لها أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله فأعطانيها.
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو نصر عبدالرحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبداللّه بن محمد الحسن، نا عبداللّه بن هاشم، نا وكيع نا ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يلبس ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء فقيل لأبي: لو سألته عن هذا، فسأله، فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعث إليّ وكنت أرمد العين يوم خيبر فقلت: يا رسول اللّه إني أرمد العين، فتفل في عيني وقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حراً ولا برداً منذ يومئذ، قال وقال صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله ليس بفرار. قال: فتشرف لها الناس فبعث إلى علي فأعطاه الراية».
(1) اُنظر تاريخ دمشق: 42، ابتداءً من الصفحة: 81 .