2 ـ حديث التمسّك بالثقلين و حديث من كنت مولاه:
إنّه جاء في بعض ألفاظ خطبة الغدير حديث التمسّك بالكتاب والعترة وحديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» معاً… ومن الرواة:
محمد بن جرير الطبري.
وابن أبي عاصم.
والمحاملي.
رواه عنهم علي المتقي الهندي، ونصَّ على أن المحاملي(1)صحّحه، وقد تقدّم نصّه.
ورواه الحاكم النيسابوري بثلاثة طرق عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم…» ثم قال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله».
وقد وافقه الحافظ الذهبي على تصحيحه على شرطهما في (تلخيصه).
فكان هذا الحديث عن زيد بن أرقم شارحاً لما أخرجه مسلم عنه، من خبر خطبته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بغدير خم… .
وقد تقدّم نصّ الحديث في الكتاب.
ورواه النسائي في سننه، وعنه الحافظ ابن كثير ثم قال: «قال شيخنا أبو عبداللّه الذهبي: وهذا حديث صحيح» وهذا نصّه بتمامه:
«وقد روى النسائي في سننه عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لمّا رجع رسول اللّه من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ثم قال: اللّه مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليّه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول اللّه؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.
تفرّد به النسائي من هذا الوجه.
قال شيخنا أبو عبداللّه الذهبي: وهذا حديث صحيح»(2).
(1) أبو عبداللّه الحسين بن إسماعيل الضبّي البغدادي ـ المتوفى سنة 330 ـ تجد ترجمته في: تاريخ بغداد 8 / 19، الكامل في التاريخ 8 / 139، العبر 2 / 222 تذكرة الحفاظ 3 / 824، طبقات الحفاظ: 343 وغيرها.
(2) تاريخ ابن كثير = البداية والنهاية 5 / 206.