لا اختلاف بين روايات مسلم و روايات أحمد و الترمذي:
وإذا كان الكتاب والعترة بتلك المثابة التي أفادتها روايات صحيح مسلم ـ كما شرح كبار علماء الحديث ـ فلا يبقى أيّ فرق واختلاف بين مفاد حديث الثقلين في (صحيح مسلم) ومفاده في (مسند أحمد) و(الترمذي) و (الطبراني) و (الحاكم) و (الذّهبي) وغيرهم… .
غير أنّ في روايات هؤلاء زيادة توضيحيّة ليست موجودةً في روايات مسلم… .
وإن شئت، فقارن بين لفظ مسلم، ففيه: «ألا أيّها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّه، فيه الهدى والنور، فخذوا كتاب اللّه واستمسكوا به، فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه. ثم قال: وأهل بيتي.
أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي».
وبين لفظ أحمد: «إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، كتاب اللّه عزّوجل. وعترتي. كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللّطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما».
وبين لفظ الترمذي: «إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا، أحدهما أعظم منم الآخر، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
فهل من فرق؟
أمّا «لن تضلّوا بعدي».
فبيان لنتيجة التمسّك بالثقلين، وهذا أمر حتمي يفهمه كلّ أحد، فإنّ من تمسّك بالقرآن والعترة لن يضل، ومن ترك اتّباعهما ضلّ… .
وأمّا «أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
فبيان لما يستلزمه كونهما معاً جنباً إلى جنب في جميع الأزمنة، إذ لو أمكن مفارقة العترة الكتاب في يوم من الأيام لما سمّاهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم بـ«الثقلين».
وأمّا «فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
فتأكيد للوصيّة بهما.
Menu