فقه الحديث في صحيح مسلم:
* قوله: صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «إني تارك فيكم الثقلين». وفي رواية الحافظ الدارقطني بدل «تارك» لفظ «مخلّف»… هكذا في رواية مسلم وكثيرين.
و «الثقلان» مثنى «ثقل» بفتحتين، كما في (القاموس) وغيره، قال في القاموس: «والثقل ـ محركةً ـ : متاع المسافر وحشمه، وكلّ شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي»(1).
أو مثنى «ثِقل» بكسر الثاء وسكون القاف، كما قال جماعة آخرون من أهل الحديث واللّغة، قال في لسان العرب: «التهذيب(2): وروي عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم أنه قال في آخر عمره: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي. فجعلهما كتاب اللّه عزّوجل وعترته. وقد تقدم ذكر العترة. وقال ثعلب(3): سمّيا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل. قال: وأصل الثقل أن العرب تقول لكلّ شيء نفيس خطير مصون: ثقل. فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما…»(4).
وقال الحافظ الزرندي المدني: «سمّاهما ثقلين، لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما والمحافظة على رعايتهما ثقيل…»(5).
وقال ابن الأثير: «فيه(6): إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي. سمّاهما ثقلين لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. ويقال لكلّ شيء خطير نفيس: ثقل. فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما»(7).
وقال النووي: «قوله صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: وأنا تارك فيكم ثقلين. فذكر كتاب اللّه وأهل بيته. قال العلماء: سمّيا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما. وقيل: لثقل العمل بهما»(8).
(1) القاموس المحيط: ثقل.
(2) تهذيب اللغة للامام أبي منصور الأزهري المتوفى سنة: 370.
(3) أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب المتوفى سنة: 291.
(4) لسان العرب: ثقل.
(5) نظم درر السمطين 231 ـ 232.
(6) أي: في الحديث.
(7) النهاية في غريب الحديث «ثقل».
(8) المنهاج في شرح صحيح مسلم 15 / 180.