سماع الأعمش من حبيب بن أبي ثابت حديث الثقلين:
وثمة تشكيك آخر لا أساس له من «الدكتور».
يقول: «والأعمش وحبيب من الثقات، وثبت سماع الأعمش من حبيب، وسماع حبيب من زيد بن أرقم، إلاّ أنّ في هذه الرّواية لم يثبت السّماع».
أقول:
في هذه العبارة أمور:
1 ـ الاعتراف بوثاقة الأعمش وحبيب بن أبي ثابت. وحينئذ لا يضرّ كونهما مدلّسين، إذ لو كان تدليسهما مضراً بالوثاقة لما وثّقهما.
2 ـ الاعتراف بسماع الأعمش من حبيب، وسماع حبيب من زيد.
3 ـ دعوى أنه في هذه الرواية لم يثبت السّماع!! فما الدليل؟
لقد أخرج حديث الثقلين الحافظ النسائي بإسناده عن الأعمش عن حبيب عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم(1).
وأورده الحافظ ابن كثير عن النسائي في سننه ثم قال: «قال شيخنا أبو عبداللّه الذهبي: هذا حديث صحيح»(2).
وأخرجه الحاكم بثلاثة طرق عن يحيى بن حمّاد، في أحدها عبداللّه بن أحمد عن أبيه، قال: «ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم…» ثم صحّحه هو والذهبي على شرط الشيخين(3).
وأخرجه الحاكم في «ذكر زيد بن أرقم الأنصاري» من كتاب «معرفة الصحابة» من (مستدركه) بإسناده عن حبيب عن حبيب يحيى بن جعدة عن زيد، وصحّحه هو والذهبي على شرط الشيخين، وقد تقدّم لفظه(4).
وقال الحافظ السخاوي في كتابه الجليل (استجلاب إرتقاء الغرف) بعد تفسير قوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى): «وإذ قد بان لك الصحيح في تفسير هذه الآية فأقول: قد جاءت الوصيّة الصريحة بأهل البيت في غيرها من الأحاديث، فعن سليمان بن مهران الأعمش عن عطيّة بن سعد العوفي وحبيب بن أبي ثابت، أوّلهما عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اللّه عنه ـ وثانيهما عن زيد بن أرقم ـ رضي اللّه عنه ـ قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي… .
أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب».
أقول:
فلماذا يفضح «الدكتور» نفسه؟! ليقال عنه: إنّه إمّا جاهل وإما متجاهل؟!
(1) خصائص علي. رقم الحديث: 79.
(2) البداية والنهاية 5 / 209.
(3) المستدرك 3 / 109.
(4) المستدرك 3 / 533.