ذكر العلماء الروايات المذكورة في سياق واحد:
وممّا يؤكد ما ذكرناه، من عدم الاختلاف بين هذه الروايات في المدلول والمفاد: ذكر غير واحد من أعلام الحفاظ إياها في سياق واحد وتحت عنوان واحد… ونحن نكتفي بكلامِ واحد منهم:
قال الحافظ محبّ الدين الطبري(1) في كتابه (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) ما هذا نصّه:
«باب في فضل أهل البيت، والحثّ على التمسّك بهم وبكتاب اللّه عزّوجل، والخلف فيهما بخير:
عن زيد بن أرقم: رضي اللّه عنه ـ قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب اللّه عزّوجلّ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب.
وعنه قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزّوجلّ فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أوّلهما كتاب اللّه، فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب اللّه عزّوجلّ وخذوا به ـ وحثّ فيه ورغّب فيه ثم قال ـ وأهل بيتي. أذّكركم اللّه في أهل بيتي ـ ثلاث مرّات ـ . فقيل لزيد: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال: بلى إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليه الصّدقة بعده. قال: ومن هم؟قال: هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قال: أكلّ هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم.
وعند أحمد معناه من حديث أبي سعيد ولفظه:
إنه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللّطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا فيما تخلفوني فيهما.
وعن عبد العزيز بسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم قال:أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا، فمن تمسّك بنا اتخذ إلى ربّه سبيلا. أخرجه أبو سعد في شرف النبوة»(2).
(1) من كبار حفّاظ القوم وشيخ الحرم المكي في عصره، توجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 4 / 1474، النجوم الزاهرة 8 / 74، البداية والنهاية 13 / 30، طبقات الشافعية للسبكي 5 / 8، الوافي بالوفيات 7 / 135 طبقات الحفاظ: 510 وغيرها من معاجم التراجم. توفي سنة 694.
(2) ذخائر العقبى: 16.