حديث الثقلين ولفظه
حديث الثقلين وتكراره في مواطن
حديث الثقلين وصحّته
حديث الثقلين وتواتره
حديث الثقلين والمحاولات السقيمة
مع الدكتور السالوس في سند حديث الثقلين
حديث الثقلين و لفظه
إعلم أن الحديث المعروف بـ«حديث الثقلين» قد رواه القوم بألفاظ مختلفة(1).
فمنها: ما أخرجه مسلم بإسناده عن زيد بن أرقم قال:
«قام رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكّة والمدينة، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا يا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب اللّه فيه الهُدى والنور، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به. فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي…»(2).
ومنها: ما أخرجه أحمد بإسناده عن زيد بن ثابت قال:
«قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ إني تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السّماء والأرض، أو ما بين السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(3).
ومنها: ما أخرجه الترمذي بإسناده عن جابر بن عبداللّه قال:
«رأيت رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيّها الناس، قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي»(4).
ومنها: ما أخرجه ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال:
«قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ أيها الناس: إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي، أمر بيّن، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض»(5).
ومنها: ما عن ابن أبي شيبة أنه أخرجه في (المصنّف) بإسناده عن جابر بن عبداللّه قال: «قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ إني تركت فيكم ما لن تضلّوا بعدي إن اعتصمتم به: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي».
ومنها: ما أخرجه الترمذي باسناده عن زيد بن أرقم قال:
«قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ـ إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر; كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(6).
ومنها: ما أخرجه الحاكم النيسابوري عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:
«نزل رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بين مكّة والمدينة عند شجرات خمس ودوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ عشية فصلّى ثم قال خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء اللّه أن يقول، ثم قال: أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب اللّه وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ـ ثلاث مرّات ـ قالوا: نعم. فقال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : من كنت مولاه فعلي مولاه»(7).
ومنها: ما أخرجه الحاكم عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال:
«أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا كامل أبو العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم ـ رضي اللّه عنه ـ قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشدّ حراً منه، فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: يا أيّها الناس: إنّه لم يبعث نبي قط إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله. وإني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب اللّه عزّوجل. ثم قام فأخذ بيد علي ـ رضي اللّه عنه ـ فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم: قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه».
وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح(8).
ومنها: ما أخرجه الطبراني بإسناده عن زيد بن أرقم قال:
«نزل النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلاّ نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت. قال: أليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا: نشهد، قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره، ثم قال: وأنا أشهد معكم. ثم قال:
ألا تسمعون! قالوا: نعم. قال: فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون عليَّ الحوض، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين:
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول اللّه؟
قال: كتاب اللّه، طرف بيد اللّه عزّوجل، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلّوا، والآخر: عترتي. وإنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وسألت ذلك لهماربي.
فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم.
ثم أخذ بيد علي ـ رضي اللّه عنه ـ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(9).
(1) المقصود هنا إيراد بعض ألفاظه عن بعض المصادر.
(2) صحيح مسلم 7 / 122.
(3) مسند أحمد 5 / 181.
(4) صحيح الترمذي 5 / 621.
(5) الدر المنثور 2 / 60.
(6) صحيح الترمذي 5 / 621.
(7) المستدرك على الصحيحين 3 / 110.
(8) المستدرك على الصحيحين 3 / 533.
(9) المعجم الكبير 5 / 186 ـ 187.