ثم قال «الدكتور»:
«2 ـ الرواية الثانية للترمذي، رواها عن علي بن المنذر الكوفي، عن محمد بن فضيل. ثم انقسم السند إلى طريقين، انتهى الأوّل إلى عطيّة عن أبي سعيد. والثاني: إلى زيد بن أرقم. ولا يظهر هنا أي السندين هو الأصل… والذي جمع بين الطريقين في هذا الإسناد هو: علي بن المنذر الكوفي، أو محمد بن الفضيل. ولكن الثاني روى عنه مسلم في إحدى رواياته السابقة عن زيد بن أرقم. فيستبعد الجمع عن طريقه، فلم يبق إلاّ علي بن المنذر. وهو من شيعة الكوفة. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق ثقة. سُئل عنه أبي فقال: محلّه الصدق. قال النسائي: شيعي محض ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن نمير: هوثقة صدوق. وقال الدارقطني: لا بأس به. وكذا قال مسلمة بن قاسم وزاد: كان يتشيع. وقال الإسماعيلي: في القلب منه شيء لست أخيّره. وقال ابن ماجة: سمعته يقول: حججت ثمانياً وخمسين حجة أكثرها راجلا(1).
وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نتردّد كثيراً في الاحتجاج بقوله، فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانياً وخمسين مرة أكثرها راجلا؟ ليس من المستبعد إذن أن يجمع راو شيعي كهذا بين روايتين في مناقب أهل البيت تتفّقان في شيء وتختلفان في شيء آخر».
(1) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.