النّظر في مناقشة الروايات المذكورة:
يقول «الدكتور» بعد إيراد الرّوايات الثّمانية عن مسند أحمد والترمذي:
«هذه هي بقيّة روايات حديث الثقلين، وبالنظر فيها نجد ما يأتي:
1 ـ عن أبي سعيد الخدري خمس روايات، الأربع الأولى من المسند والثانية من سنن الترمذي، وهذه الروايات كلّها يرويها: عطيّة عن أبي سعيد.
وعطيّة هو: عطية بن سعد بن جنادة العوفي، والإمام أحمد نفسه ـ صاحب المسند ـ تحدّث عن عطيّة وعن روايته عن أبي سعيد فقال: بأنّه ضعيف الحديث، وأن الثوري وهشيماً كانا يضعّفان حديثه، وقال: بلغني أنّ عطيّة كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنّيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد، فيوهم أنه الخدري. وقال ابن حبان: سمع عطيّة من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات جعل يجالس الكلبي، فإذا قال الكلبي: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم كذا، فيحفظه، وكنّاه أبا سعيد وروى عنه، فإذا قيل له: من حدّثك بهذا؟ فيقول: حدّثني أبو سعيد، فيتوهّمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي. قال: لا يحلّ كتب حديثه إلاّ على التعجّب. وقال البخاري في حديث رواه عطيّة: أحاديث الكوفيين هذه مناكير. وقال أيضاً: كان هشيم يتكلّم فيه. ولقد ضعّفه النسائي أيضاً في الضعفاء، وكذلك أبو حاتم. ومع هذا كلّه: وثّقه ابن سعد فقال: كان ثقة إن شاء اللّه وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به، وسئل يحيى بن معين: كيف حديث عطية؟ قال صالح(1).
وما ذكره ابن سعد وابن معين لا يثبت أمام ما ذكر من قبل».
(1) أنظر: ترجمته في تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال.