و اختصر ابن الأثير الخبر فقال:
وكان زُهَير بن القَين البَجَليّ قد حجّ، وكان عثمانيّاً، فلمّا عاد جمعهما الطريقُ، وكان يساير الحسين من مكّة إلاّ أنّه لا ينزل معه، فاستدعاه يوماً الحسين، فشقّ عليه ذلك ثمّ أجابه على كره، فلمّا عاد من عنده نقل ثَقَله إلى ثَقَل الحسين ثمّ قال لأصحابه: مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني وإلاّ فإنّه آخر العهد، وسأُحدّثكم حديثاً; غزونا بَلَنْجَر ففُتح علينا وأصبنا غنائم، ففرحنا، وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا: إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم; فأمّا أنا فأستودعكم اللّه!
ثمّ طلّق زوجته وقال لها: إلحقي بأهلك! فإنّي لا أُحبّ أن يصيبك في سببي إلاّ خير.
ولزم الحسين حتّى قُتل معه(1).
(1) الكامل في التاريخ 3 / 403.