خطبة ابن زياد بعد الإجراءات لحمل الناس على الخروج
ثمّ إنّ ابن زياد خطب الناس وقال: «أيّها الناس! إنّكم بلوتم آل أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، وهذا أمير المؤمنين يزيد، قد عرفتموه، حسن السيرة، محمود الطريقة، محسناً إلى الرعيّة، يعطي العطاء في حقّه، قد أمنت السبل على عهده، وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد من بعده، يكرم العباد ويغنيهم بالأموال ويكرمهم، وقد زادكم في أرزاقكم مئة مئة، وأمرني أنْ أُوفّرها عليكم وأُخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا»(1).
«فلا يبقينّ رجل من العرفاء والمناكب والتجّار والسكّان إلاّ خرج فعسكر معي، فأيّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلّفاً عن العسكر برئت منه الذمّة»(2).
قالوا: وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسين في الجمع الكثير، بعث بعض رجاله في خيل إلى الكوفة، وأمره أن يطوف بها، فمن وجده قد تخلّف أتاه به(3).
(1) بحار الأنوار 44 / 385.
(2) أنساب الأشراف 3 / 386 ـ 387، الفتوح ـ لابن أعثم ـ 5 / 99.
(3) انظر: الأخبار الطوال: 252، بغية الطلب 6 / 2626 ـ 2627.