بين الإمام و عبداللّه بن مطيع في ماء
قال ابن الأثير: «ثمّ أقبل الحسين يسير نحو الكوفة، فانتهى إلى ماء من مياه العرب، فإذا عليه عبدُ اللّه بن مُطيع، فلمّا رآه قام إليه فقال: بأبي وأُمّي يا ابنَ رسول اللّه! ما أقدمك؟!
فاحتمله فأنزله، فأخبره الحسينُ، فقال له عبداللّه: أُذكِّرك اللّه يا ابن رسول اللّه وحرمة الإسلام أن تُنْتهك، أنشدك اللّه في حرمة قُريش، أنشدك اللّه في حرمة العرب، فواللّه لئن طلبتَ ما في أيدي بني أُميّة ليقتلُنّك، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحداً أبداً، واللّه إنّها لحرمة الإسلام ]تُنْتَهك [وحرمة قريش وحرمة العرب، فلا تفعل، ولا تأتِ الكوفة، ولا تُعرّض نفسك لبني أُميّة!
فأبى إلاّ أن يمضي»(1).
(1) الكامل في التاريخ 3 / 402 ـ 403، وانظر: تاريخ الطبري 3 / 301 ـ 302، الإرشاد 2 / 71 ـ 72.