بقي أن نشير إلى خطب و كلمات
1 ـ خرج الإمام عليه السلام يوم عاشوراء حتّى أتى الناس فقال لهم:
«تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً… فهلاّ ـ لكم الويلات ـ إذ كرهتمونا تركتمونا، فتجهّزتموها والسيف لم يُشهر، والجأش طامن، والرأي لم يستحصف، ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدبا، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش، فقبحاً لكم، فإنّما أنتم من طواغيت الأُمّة، وشذّاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيري عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمّة المستهزئين، الّذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابنَ حرب وأشياعه تعتمدون، وإيّانا تخذلون.
أجل واللّه الخذلُ فيكم معروف، وشجت عليه عروقكم، وتوارثته أُصولكم وفروعكم، ونبتت عليه قلوبكم، وغشيت به صدوركم، فكنتم أخبث شيء سنخاً للناصب وأكلةً للغاصب.
ألا لعنة اللّه على الناكثين، الّذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلا، فأنتم واللّه هم»(1).
2 ـ سألهم: «لم تقتلوني» ـ أو: «تقاتلوني» ـ ؟!
قالوا: نقتلك بغضاً منّا لأبيك.
فعند ذلك غضب الإمام غضباً شديداً وجعل يقول:
خيرة اللّه من الخلق أبي *** بعد جدّي وأنا ابن الخيرتين
والدي شمس وأُمّي قمرٌ *** وأنا الكوكب وابن النيّرين
فضّةٌ قد صيغت من ذهب *** وأنا الفضّة وابن الذهبين
من له جدّ كجدّي المصطفى *** أو كأُمّي في جميع الثقلين
فاطم الزهراء أُمّي وأبي *** فارس الخيل ورامي النبلتين
هازم الأبطال في هيجائه *** يوم بدر ثمّ أُحْد وحنين(2)
3 ـ صاح بهم الإمام عليه السلام:
«ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرباً كما تزعمون»(3).
(1) مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ 2 / 9، وانظر: تاريخ دمشق 14 / 218 ـ 219، بحار الأنوار 45 / 8 ـ 9.
(2) نور العين في مشهد الحسين: 47، وانظر: مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ 2 / 37.
(3) انظر: الفتوح ـ لابن أعثم ـ 5 / 134، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ 2 / 38، الكامل في التاريخ 3 / 431.