السبب في الدفاع عن معاوية و يزيد
وبعدُ.. فقد عرفنا كيف يدافعون عن يزيد ليدافعوا عن معاوية; لأنّ الذي ولّى يزيد هو معاوية، فجميع ما صدر من يزيد يحسب على معاوية.
وأيضاً: فقد ثبت عندنا ـ ممّا سبق ـ كون قتل الإمام كان من تخطيط معاوية.
ولكنْ لماذا يدافعون عن معاوية؟!
لقد جاءت الكلمات التالية بترجمة معاوية من كتاب «تاريخ دمشق»(1)، عن كبار أئمّة القوم:
1 ـ معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً، اتّهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم(2).
2 ـ جاء رجل إلى سفيان فقال: ما تقول في شتم معاوية؟
قال: متى عهدك بشتيمة فرعون؟!
قال: ما خطر ببالي.
قال: ففرعون أَوْلى بالشتم.
3 ـ قال الربيع بن نافع: معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا كشف الرجلُ الستر اجترأ على ما وراءه(3).
4 ـ قال وكيع: معاوية بمنزلة حلقة الباب، من حرّكه اتّهمناه على مَن فوقه.
5 ـ عن أحمد: إذا رأيت رجلا يذكر أحداً من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بسوء، فاتّهمه على الإسلام(4).
نعم، من تكلّم في معاوية، فإنّه سوف يتكلّم في «مَن فوقه»; وذلك:
أوّلا: لأنّ أُولئك هم الّذين تسبّبوا في وصول الأمر إلى معاوية ويزيد وغيره، وإلى يومنا هذا… برفضهم كون الإمامة والولاية بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنصّ، وأنّه قد نصّ على عليّ عليه السلام وبايعوه غير مرّة.
وثانياً: لأنّ عمر بن الخطّاب ولّى معاوية على الشام، وجعل يدافع عنه ويمدحه ويقوّيه، ثمّ تبعه عثمان على ذلك.
وهكذا ينتهي قتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه إلى «الأعلى فالأعلى»، كما قال سعد الدين التفتازاني(5).
(1) انظر: تاريخ دمشق 59 / 209 ـ 210.
(2) وانظر: البداية والنهاية 8 / 112.
(3) وانظر: تاريخ بغداد 1 / 209 رقم 15، البداية والنهاية 8 / 112.
(4) وانظر: البداية والنهاية 8 / 112.
(5) انظر: شرح المقاصد 5 / 311.