الأمر الثالث:
لقد تواترت الأخبار من طرق الفريقين في أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد أخبر بأنّ الإمام الحسين سيقتل في العراق، ومن ذلك ما أخرجه أحمد أنّه قال: «دخل علَيَّ البيتَ ملَك لم يدخل علَيَّ قبلها، فقال لي: إنّ ابنك هذا ـ يعني حسيناً ـ مقتول; وإنْ شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها»(1)، وقد نصّ الحافظ الهيثمي على أنّ «رجال هذا الحديث رجال الصحيح»(2).
وأخرج الطبراني بسند معتبر، أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كانت في يده تربة فقال: «أخبرني جبريل عليه السلام أنّ هذا ـ وأشار إلى الحسين ـ يُقتل بأرض العراق، فقلت لجبريل عليه السلام: أرني تربة الأرض التي يُقتل بها: فهذه تربتها»(3).
وكذلك الأخبار عن أمير المؤمنين عليه السلام، كقوله: «ليُقتلنَّ الحسين قتلا، وإنّي لأعرف التربة التي يُقتل فيها، قريباً من النهرين»(4).
قال الهيثمي: «رجاله ثقات»(5).
وتواترت الأخبار في أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أمر المسلمين بنصرة الإمام عليه السلام، ومن ذلك ما رواه جماعة من أكابر الحفّاظ بأسانيدهم عن أنس بن الحارث، أنّه قال:
«سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يُقتل بأرض يقال لها: كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره»(6).
لكنّ حال الإمام عليه السلام حال جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام.
(1) مسند أحمد بن حنبل 6 / 294، وانظر: المعجم الكبير ـ للطبراني ـ 3 / 109 ح 2819 و 2820 و ج 23 / 289 ح 637 و ص 328 ح 754، مجمع الزوائد 9 / 187.
(2) مجمع الزوائد 9 / 187.
(3) المعجم الكبير 3 / 109 ـ 110 ح 2821.
(4) المعجم الكبير 3 / 110 ـ 111 ح 2824.
(5) مجمع الزوائد 9 / 190.
(6) تاريخ دمشق 14 / 224 ح 3543، وانظر: التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ 2 / 30 رقم 1583، البداية والنهاية 8 / 159، أُسد الغابة 1 / 146 رقم 246، الإصابة 1 / 121 رقم 266، الخصائص الكبرى 2 / 125، كنز العمّال 12 / 126 ح 34314، وغيرها.