وصيّة معاوية حول الحسين عليه السلام
ولذا نراه يكتب إلى مروان أن اترك حسيناً ما تركك ولم يظهر لك عداوته; وسيأتي نصّه الكامل.
ثمّ إنّه يوصي يزيد بأن لا يتعرّض للإمام عليه السلام، ويخبره بدعوة أهل الكوفة إيّاه وأنّهم سيكفونه أمره، في حين يوصيه بشدّة ويغلّظ عليه بأن يقطّع ابن الزبير إرباً إرباً إنْ ظفر به وتمكّن منه(1).
نعم، لقد مات معاوية في النصف من رجب سنة ستّين من الهجرة(2) وكان قد أوصى يزيد ـ في ما اتّفقت المصادر عليه ـ أنْ لا يمسّ الإمام عليه السلام بسوء، وأنّ الّذين قتلوا أباه وأخاه سيدعونه إلى العراق وهم الّذين سيقتلونه!
«أمّا الحسين بن عليّ، فأحسب أهل العراق غير تاركيه حتّى يخرجوه، فإن فعل فظفرت به، فاصفح عنه…»(3).
وكان الوالي يومئذ على المدينة: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، بعد أنْ كان عليها مروان بن الحكم، الذي كان يكتب إلى معاوية في الإمام عليه السلام ويثيره ويهيّجه ضدّه، بل كانت هذه حالته ضدّ الإمام حتّى في إمارة الوليد، كما سنرى.
(1) انظر: تاريخ ابن خلدون 3 / 23.
(2) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 6 / 424، البداية والنهاية 8 / 115، أنساب الأشراف 3 / 368.
(3) انظر: الأخبار الطوال: 226، تاريخ الطبري 3 / 260، المنتظم 4 / 137، الكامل في التاريخ 3 / 368 ـ 369، تاريخ ابن خلدون 3 / 22 ـ 23.