قتل عائشة
وعائشة أيضاً من المعارضين… دخل معاوية عليها دارها وقال لها في كلام له: «وإنّ أمر يزيد قضاء من القضاء، وليس للعباد الخيرة من أمرهم، وقد أكّد الناس بيعتهم في أعناقهم وأعطوا عهودهم على ذلك ومواثيقهم، أفترين أن ينقضوا عهودهم ومواثيقهم؟!
فلمّا سمعت ذلك عائشة، علمت أنّه سيمضي على أمره فقالت: أمّا ما ذكرت من عهود ومواثيق، فاتّق اللّه في هؤلاء الرهط ولا تعجل عليهم، فلعلّهم لا يصنعون إلاّ ما أحببت»(1).
وفي بعض المصادر : أنّه كان معاوية على المنبر يأخذ البيعة ليزيد، فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟!
قال: لا.
قالت: فبمن تقتدي؟! فخجل.
فلمّا زارته عائشة في بيته، هيّأ حفرةً، فوقعت فيها وكانت راكبةً، فماتت، فكان عبداللّه بن الزبير يعرّض به:
لقد ذهب الحمار بأُمّ عمرو *** فلا رجعتْ ولا رجعَ الحمارُ
وبقي الّذين أشار إليهم بقوله للأنصاريّين:
«وإنّما هم أبناؤهم، فابني أحبّ إليّ من أبنائهم»(2) يعني: الإمام الحسين عليه السلام، وهو ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وعبدالرحمن بن أبي بكر، وعبداللّه بن عمر بن الخطّاب، وعبداللّه بن الزبير بن العوّام.
فجعل يطلب منهم البيعة بشتّى الأساليب، كما سيأتي.
(1) الإمامة والسياسة 1 / 205 ـ 206.
(2) انظر المقدِّمة الخامسة من الكتاب.