رابعاً: الإجماع
ومن الأدلّة على عدم نقصان القرآن: إجماع العلماء في كلّ الأزمان كما في كشف الغطاء وفي كلام جماعة من كبار العلماء، وهو ظاهر كلمة (إلينا) أي (الإمامية) في قول الشيخ الصدوق «ومن نسب إلينا… فهو كاذب».
وقال العلاّمة الحلّي: «واتفقوا على أن ما نقل إلينا متواتراً من القرآن، فهو حجّة… لأن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان مكلّفاً بإشاعة ما نزل عليه من القرآن إلى عدد متواتر; ليحصل القطع بنبوته في أنّه المعجزة له. وحينئذ لا يمكن التوافق على ما نقل مما سمعوه منه بغير تواتر، وراوي الواحد إنْ ذكره على أنه قرآن خطأ… والإجماع دلّ على وجوب إلقائه صلّى اللّه عليه وآله على عدد التواتر، فإنه المعجزة الدالّة على صدقه، فلو لم يبلغه إلى حد التواتر انقطعت معجزته، فلا يبقى هناك حجّة على نبوته»(1).
ومن المعلوم أن الإجماع حجة لدى المسلمين، أما عند الإمامية فلأنه كاشف عن رأي المعصوم عليه السلام بل عدم النقصان من الضروريات كما في كلام السيد المرتضى، وقد نقل بعض الأكابر عبارته ووافقه على ما قال(2).
(1) نهاية الوصول، مبحث التواتر.
(2) وتقدم الكلام في كلمات الأعلام، فراجع الفصل الأول.