الشبهة الثالثة: كائن في هذه الأمة ما كان في الأمم السالفة
إنّ التحريف قد وقع في التوراة والإنجيل، وقد ورد في الأحاديث عن النبي الكريم صلّى اللّه عليه وآله أنه: «كائن في أمته ما كان في الأمم السالفة» بل قال الحرّ العاملي ـ بعد أن روى طرفاً من تلك الأحاديث عن أكابر المحدثين كالصدوق والكليني ـ : «والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والسنة»(1). وقال السيد الطباطبائي: «هي متضافرة أو متواترة»(2).
ومقتضى المماثلة المذكورة ينبئ عن وقوع التحريف في القرآن الكريم كما وقع في العهدين، وهذا يوجب الشك في هذا القرآن الموجود بين المسلمين.
وقد أجاب السيد الخوئي(3) عن هذه الشبهة بوجوه نلخصها فيما يلي:
الأول: «إنّ هذه الأحاديث أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً، ودعوى التواتر فيها جزافية لا دليل عليها.
الثاني: إنّ المراد بالمماثلة والمشابهة ليس من جميع الوجوه، وأن المراد بها المماثلة من بعض الوجوه.
وبهذا الجواب اكتفى السيد الطباطبائي(4) وهو الصحيح، فإن كثيراً من القضايا التي وقعت في الأمم السالفة لم تقع في هذه الأمة، وبعضها لن يقع أصلاً، ومنها ما سيقع في المستقبل قطعاً.
(1) الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: 111.
(2) الميزان 12 / 120.
(3) البيان: 220 ـ 221.
(4) الميزان 12 / 120.