أحاديث كيفية جمع القرآن
ثم إنّ مما يدلّ على النقصان أو يثير شبهات في الأذهان، الأحاديث التي يروونها في كيفيّة جمع القرآن، وهي أيضاً كثيرة في العدد ومعتبرة في السند، وإليك شطراً منها:
1 ـ السيوطي عن زيد بن ثابت: «قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولم يكن القرآن جمع في شيء»(1).
2 ـ وروى البخاري بسنده عن أنس، قال: «إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردّها عليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبداللّه بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنّما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا المصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كلِّ أُفق بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفة أو مصحف أن يحرق»(2).
3 ـ أخرج ابن أبي داود: أن عمر سأل عن آية من كتاب اللّه: فقيل: كانت مع فلان، قتل يوم اليمامة، فقال: إنا للّه… وأمر بجمع القرآن، فكان أول من جمعه في المصحف”(3).
(1) الإتقان في علوم القرآن 1 / 202.
(2) صحيح البخاري 6 / 226.
(3) الاتقان في علوم القرآن 1 / 204.