7 ـ فوائدها
إنّ للتّوبة فوائد كثيرة، ومنافع جمّة، فإنّها تنجي من عذاب اللّه في الآخرة، وتنظّف القلب، وتهذبّ النّفس، وتقرّب العبد من ربّه، وتورث محبّته في قلبه، وتخلص صاحبها من البلايا والمصائب والفتن الدّنيوية… إلى غير ذلك من الآثار المترتّبة على الذّنوب.
فقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام في كلام له: «فما زالت نعمة، ولا نضارة عيش، إلاّ بذنوب اجترحوا، إنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد، ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدّعاء والإنابة لم تنزل»(1).
وقد تقدّم قول الإمام الصّادق عليه السّلام: «كان أبي يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتّى تغلب عليه، فيصير أعلاه أسفله»(2).
وقال عليه السّلام: «أما أنّه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض، إلاّ بذنب، وذلك قول اللّه عزّوجلّ في كتابه: (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصيبَة فَبِما كَسَبَتْ أَيْديكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثير ). قال: ثمّ قال: وما يعفو اللّه أكثر ممّا يؤاخذ به»(3).
وقال الإمام الباقر عليه السّلام: «إنّ العبد ليذنب الذّنب فيزوى عنه الرّزق»(4).
وقال الإمام الصّادق عليه السّلام: «ما أنعم اللّه على عبد نعمة فسلبها إياه حتّى يذنب ذنباً يستحقّ بذلك السّلب»(5).
وقال الإمام الرّضا عليه السّلام: «كلّما أحدث العباد من الذّنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث اللّه لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون»(6).
إلى غيرها من الرّوايات الناصّة على الآثار الدّنيوية والأخروية للذّنوب.
فالتّوبة من الذّنوب نجاة من آثارها بفضل اللّه ورحمته.
(1) الخصال: 624، حديث أربعمائة وفيه لم تزل بدل: لم تنزل، والبحار 10 / 102 وفيه لما تنزل بدل:لم تنزل.
(2) تقدّم في الصفحة: 101.
(3) الكافي 2 / 269، الرّقم 3، والبحار 70 / 315، الرّقم 3 عنه، و 78 / 200، الرّقم 57 عن مكارم الأخلاق: 411.
(4) الكافي 2 / 270، الرّقم 8 ، ووسائل الشّيعة 15 / 301، الرّقم 9، والبحار 70 / 318، الرّقم 6 عن الكافي.
(5) الكافي 2 / 274، الرّقم 24، ووسائل الشّيعة 15 / 304، الرّقم 18، والبحار 70 / 339، الرّقم 1 عن الكافي.
(6) الكافي 2 / 275، الرّقم 29، ووسائل الشّيعة 15 / 304، الرّقم 21، والبحار 70 / 343، الرّقم 26 عن الكافي.