كيفية شهادة الجوارح
ذكروا في كيفية إنطاق اللّه تعالى الجوارح للشّهادة بأعمال صاحبها يوم القيامة أقوالاً وهي:
أوّلاً: إنّ اللّه تعالى يبني الجوارح هناك على بنية يمكنها النّطق من جهتها، فتكون هي بنفسها ناطقة، كما جعل سبحانه وتعالى اللّسان في دار الدّنيا كذلك.
الثّاني: إنّ اللّه تعالى يوجد فيها كلاماً يتضمن الشهادة بما قامت به من أعمال، فيكون المتكلّم في الواقع والحقيقة هواللّه تعالى دونها، ولكن أضيفت الشّهادة إليها مجازاً.
الثّالث: إنّ اللّه تعالى يجعل في الجوارح علامات وحالات تقوم مقام النّطق بالشّهادة، وتدلّ على الفرق بين الأعمال الصّالحة والأعمال السّيئة. فسمّي ذلك شهادة مجازاً.
هذه هي الأقوال المشهورة الّتي ذكرها المفسّرون والمحدّثون في كيفية شهادة الجوارح(1).
وبهذه الأقوال وشبهها فسّروا شهادة السّماء والأرض ونحو ذلك… .
(1) أنظر: التبيان 9 / 117 ـ 119 ومجمع البيان 9 / 15 ـ 17، والبحار 7 / 310.