سائر الشّهود
وهناك في يوم القيامة شهود آخرون يشهدون للنّاس أو عليهم بأعمالهم، جاء ذلك في الكتاب والسّنة:
فمنهم: الرّسول صلّى اللّه عليه و آله(1) ومنهم الأئمّة المعصومون عليهم الصّلاة والسّلام(2)
ومنهم: القرآن الكريم(3)
ومنهم: الملائكة(4)
ومنهم: العباد المؤمنون من كلّ أمة(5)
ومنهم: البقاع(2)
ومنهم: الّليالى والأيام…(3).
إلى غير ذلك… فإنّ للّه تعالى على كلّ عبد من عباده رقباء من خلقه، يحفظون أعماله، ويحصون أفعاله… فهو تعالى يستشهد بهم على عباده في أعمالهم، ثمّ يحاسبهم ويجازيهم بعد إتمام الحجّة عليهم، لئلاّ يكون للنّاس على اللّه حجّة… .
(1) قال الطبرسي رحمه اللّه في قوله سبحانه: فكيف: أي فكيف حال الأمم وكيف يصنعون إذا جئنا من كلّ أمّة من الأمم بشهيد وجئنا بك يا محمّد على هؤلاء يعني قومه شهيداً ومعنى الآية أنّ اللّه تعالى يستشهد يوم القيامة كلّ نبيّ على أمّته فيشهد لهم وعليهم ويستشهد نبيّنا على أمّته; وقال الصّادق عليه السّلام: لكلّ زمان وأمّة إمام، تبعث كلّ أمّة مع إمامها. بحار الأنوار 7 / 307 ـ 308 وكذا في الصفحة 313، الرّقم 5، وفي رواية أمير المؤمنين عليه السّلام: والشهداء هم الرّسُل عليهم السّلام.
(2) في رواية أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السّلام في قول اللّه تبارك وتعالى (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ) قال: نحن الشهداء على النّاس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه. بصائر الدرجات: 102، الرّقم 1، وكذا عن الثمالي قال: قال أبو عبداللّه عليه السّلام: نحن الشهداء على شيعتنا، وشيعتنا شهداء على الناس وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون. بحار الأنوار 7 / 325، الرّقم 19 عن كتاب فضائل الشيعة: 13، الحديث السّادس عشر.
(3) عن أبي جعفر عليه السّلام: يا سعد تعلّموا القرآن فإنّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف… فيقول اللّه تبارك وتعالى: كيف رأيت عبادي؟ فيقول: يا ربّ منهم من صانني وحافظ عليّ ولم يضيع شيئاً ومنهم من ضيعني واستخف بحقّي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك، فيقول اللّه تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لاُثيبنّ عليك اليوم أحسن الثواب ولاُعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب… الكافي 2 / 596 ـ 597، حديث 1.
(4) إذا جمع اللّه الخلق يوم القيامة دفع كلّ انسان كتابه فينظرون فيه أعمالهم فينكرونها فيقولون ما عملنا منها شيئاً فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم، فقال الصّادق عليهم السّلام: فيقولون للّه: يا ربّ هؤلاء ملائكتك يشهدون لك، ثمّ يحلفون باللّه ما فعلوا من ذلك شيئاً وهو قول اللّه: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللّهُ جَميعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) وهم الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السّلام. فعند ذلك يختم اللّه على ألسنتهم… تفسير القمي 2 / 264.
(5 ـ 3) في شهادة اليوم في يوم القيامة: عن أبي عبداللّه عليه السّلام قال: ما من يوم يأتي على ابن آدم إلاّ قال ذلك اليوم: يابن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فافعل بي خيراً واعمل فيّ خيراً أشهد لك يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعدها أبداً.
وفي شهادة الليل يوم القيامة: عن أبي عبداللّه عن أبيه عليهما السّلام قال: الليل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلاّ الثقلين: يابن آدم، إنّي على ما في شهيد فخذ منّي، فإنّي لو طلعت الشّمس لم تزدد في حسنة ولم تستعتب في من سيئة، وكذلك يقول النّهار إذا أدبر اللّيل. بحار الأنوار 7 / 325، الرّقم 20 و 21.
وأيضاً في حديث طويل قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:… والبقاع التي تشتمل عليه شهود ربّه له أو عليه، واللّيالي والأيّام والشّهور شهوده عليه أوله، وسائر عباد اللّه المؤمنين شهوده عليه أوله، وحفظته الكاتبون أعماله شهود له أو عليه، فكم يكون يوم القيامة من سعيد بشهادتها له، وكم يكونوا يوم القيامة من شقي بشهادتها عليه… فاعملوا ليوم القيامة وأعدوا الزّاد ليوم الجمع ـ شهر اللّه الأعظم ـ شهدت له هذه الشهور يوم القيامة… وينادى مناد: يا رجب وشعبان ويا شهر رمضان، كيف عمل هذا العبد فيكم؟ وكيف كانت طاعته اللّه عزّوجلّ؟ فيقول رجب وشعبان وشهر رمضان: يا ربّنا ما تزوّد منّا إلاّ استعانة على طاعتك، واستمداداً لمواد فضلك، ولقد تعرض بجهده لرضاك، وطلب بطاقته محبتك… بحار الأنوار 7 / 315 ـ 316، الرّقم 11.