دليله من السّنة
ويدلّ على الميزان في السّنة أخبارٌ عديدةٌ منها:
1 ـ عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق»(1).
2 ـ وعنه أيضاً عليه الصّلاة والسّلام: فيما كان يعظ به: «ثمّ رجع القول من اللّه في الكتاب على أهل المعاصي والذّنوب، فقال عزّوجلّ: (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمينَ)(2)فإن قلتم أيّها النّاس: إنّ اللّه عزّوجلّ إنّما عنى بهذا أهل الشّرك، فكيف ذلك وهو يقول: (وَنَضَعُ الْمَوازينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ)(3).
إعلموا عباد اللّه: أنّ أهل الشّرك لا ينصب لهم الموازين ولا ينشر لهم الدّواوين، وإنّما يحشرون إلى جهنّم زمراً، وإنّما نصب الموازين ونشر الدّواوين لأهل الإسلام…»(4).
3 ـ قال هشام بن الحكم رحمه اللّه: سأل الزّنديق أبا عبداللّه عليه السّلام: فقال: أو ليس توزن الأعمال؟ «قال: لا، إنّ الأعمال ليست بأجسام، وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشّيء من جهل عدد الأشياء، ولا يعرف ثقلها أو خفّتها، وإنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ. قال: فما معنى الميزان؟ قال عليه السّلام: العدل، قال: فما معناه في كتابه: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ)؟ قال: فمن رجح عمله»(5).
4 ـ عن الإمام الرّضا عليه السّلام فيما كتب للمأمون: «ويؤمن بعذاب القبر، ومنكر ونكير، والبعث بعد الموت، والميزان، والصّراط، والبرائة من الّذين ظلموا آل محمّد صلّى اللّه عليهم أجمعين»(6).
5 ـ عن الإمام الرّضا عليه الصّلاة والسّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم الصّلاة والسّلام عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في خطبة له طويلة في فضل شهر رمضان: «… ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ، ثقّل اللّه ميزانه يوم تخفّف الموازين…»(7).
وقد أشار أمير المؤمنين عليه السّلام في خطب عديدة له إلى الميزان، كما وردت روايات أخرى فيه…(8) وهناك رواياتٌ رواها العّامة فراجعها(9).
(1) الكافي 2/99، باب حسن الخلق، الرّقم 2، البحار 7 / 249، الرّقم 7، عنه، وسائل الشّيعة 12 / 151، باب استحباب حسن الخلق مع النّاس، الرّقم 13، و عيون أخبارالرّضا عليه السّلام 1 / 40 ـ 41، الرّقم 98، وفيه كذا: ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق.
(2) سورة الأنبياء، الآية: 46.
(3) سورة الأنبياء، الآية: 47.
(4) الكافي 8 / 74 ـ 75، خطبة عليّ بن الحسين عليهما السّلام وموعظته النّاس في كلّ يوم جمعة، الرّقم 29، البحار 7 / 250، الرّقم 8 ، عنه، مجموعة الشّيخ ورّام 2 / 49، الأمالي للصدوق: 595 و نصّ الخبر في العيون 1 / 37، الرّقم 66 على أنّ المشرك لا يحاسب، بل يؤمربه إلى الناّر.
(5) الإحتجاج 2 / 98 ـ 99 فيمااحتجّ الصّادق عليه السّلام على الزّنديق وبيان مذهب التّناسخ، ورواه البحار 7 / 248 ـ 249، الرّقم 3 عنه، وفيه: وخفّتها.
(6) عيون أخبارالرّضا عليه السّلام 1 / 133 باب 35 ما كتبه الرّضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدّين، والبحار 10 / 358، ذيل الرّقم 1، عنه وفيه: تؤمن بدل: يؤمن.
(7) فضائل الأشهرالثّلاثة للصّدوق: 78، الرّقم 61، والأمالي: 155 المجلس العشرون، الرّقم: 4، والعيون 2 / 266 الباب 28، الرّقم 53، والوسائل 10 / 314 باب تأكد استحباب الإجتهاد في العبادة، الرّقم 20، والبحار 93 / 357، الرّقم 25.
(8) الكافي 2 / 506، الرّقم 2، ومن لا يحضره الفقيه 1 / 207، الرّقم 2، و 2 / 584 عن الرّضا عليه السّلام قال: من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتّى أخلصه من أهوالها: إذا تطائرالكتب يميناً وشمالاً، وعند الصّراط، وعند الميزان.
(9) مسند أحمد 2 / 186 و 225، وسنن الدّارمي 1/9، وصحيح البخاري 7 / 168، وصحيح مسلم 8 / 70، وسنن ابن ماجه 1 / 103، وتفسير القرطبي 1 / 67 و 4 / 166 و 7 / 165، وزاد المسير 3 / 115، والدّرّ المنثور 2 / 9، و… .