بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين، والصّلاة والسّلام على خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
وبعد:
فقد ألّف علماء الفريقين كتباً عديدة في (امور الآخرة).
وكنت قد ألّفت في سالف الزمان كتاب (الإعتقاد بالمعاد) وفرغت من تبييضه في أوائل السنة (1391) من الهجرة النبويّة المباركة، وجعلت له خاتمةً تعرّضت فيها لثلاثة من البحوث المتعلّقة بالمعاد، وهي: الميزان وتطاير الكتب وإنطاق الجوارح.
ثم عقّبتها ببحثين آخرين، لشدّة مناسبتهما للمعاد:
أحدهما: الشفاعة.
والآخر: التوبة.
وقد كانت البحوث الخمسة على ضوء ظواهر آيات الكتاب والروايات عن النبي وآله المعصومين عليهم السّلام، مع ذكر كلمات أعلام الطائفة في التفسير والحديث والكلام في كلّ بحث، وقلّما تطرّقت لتفاصيل الخلافات الكلاميّة.
والآن… فقد عزمنا على نشر البحوث الخمسة في رسالة أسميناها بـ(المواعظ الفاخرة في امور الآخرة) لما فيها ـ بالإضافة إلى كونها مسائل يجب على كلّ مؤمن الاعتقاد بها ـ من الأثر البالغ من الناحيّة التربويّة، وذلك، لأنها ـ بمجموعها ـ تجعل الإنسان المؤمن (بين اليأس والرجاء)، ولا يخفى على أهل المعرفة أنّ إيجاد هذه الحالة من أولى اهتمامات الشّريعة الاسلاميّة المقدّسة، في تعاليمها القيّمة، واُلّفت من أجلها الكتب الأخلاقيّة ووضعت البحوث العلميّة.
ونسأل اللّه سبحانه أنْ ينفع به المؤمنين، بمحمّد وآله الطّاهرين.
علي الحسيني الميلاني
1431