وممّا يجب الإعتقادبه من أمور الآخرة: إنطاق اللّه عزّوجلّ أعضاء المكلّفين وجوارحهم لتشهد عليهم بأعمالهم وحركاتهم في الحياة الدّنيا.
وسيأتي أنّ هناك شهداء آخرين يشهدون على النّاس بالإضافة إلى جوارحهم، وصحف أعمالهم الحاكية جميع ما كانوا يعملون… .
ويدلّ على إنطاق الجوارح آيات من الكتاب الكريم، وروايات كثيرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله، وأئمّة عترته المعصومين عليهم الصّلاة والسّلام.
هذا، مضافاً إلى نصوص العلماء، ورجال هذا الشأن… .
الكتاب
ومن الآيات الكريمة الدّالة على هذا المعنى:
1 ـ قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللّهِ إِلَى النّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللّهُ الَّذي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْء وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللّهَ لا يَعْلَمُ كَثيرًا مِمّا تَعْمَلُونَ).(1)
2 ـ قوله تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْديهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذ يُوَفِّيهِمُ اللّهُ دينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبينُ)(2).
3 ـ قوله تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْديهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(3).
4 ـ قوله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)(4).
(1) سورة فصّلت، الآية: 19 ـ 21.
(2) سورة النّور، الآية: 24 ـ 25.
(3) سورة يس، الآية: 65.
(4) سورة الإسراء، الآية: 36.