آيات من النّوع الأوّل
فمن الآيات الدّالّة على الشّفاعة يوم القيامة:
1 ـ قوله تعالى: (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا)(1).
فقد أجمع المفسّرون على أنّ المقام المحمود هو: مقام الشّفاعة، وهو المقام الّذى يشفع صلّى اللّه عليه وآله فيه النّاس، فيشفّع فيهم(2).
2 ـ قوله تعالى: (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَدًا سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْديهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)(3).
أي: ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى اللّه في دينه، كذا قال الشّيخ الطّبرسي رحمه اللّه(4)، وكأنّه مأخوذ من رواية عن الرّضا عليه السّلام، سيأتي نصّها.
3 ـ قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ)(5).
والمعنى: أنّ أحداً ممّن له شفاعة لا يشفع إلاّ بعد أن يأذن اللّه له في ذلك ويأمره به، فأمّا أن يبتدئ أحدٌ بالشّفاعة من غير إذن كما يكون فيما بيننا، فليس ذلك لأحد(6).
وذلك: أنّ المشركين كانوا يزعمون أنّ الأصنام تشفع لهم، فأخبر اللّه سبحانه أنّ أحداً ممّن له الشّفاعة لا يشفع إلاّ بعد أن يأذن اللّه له في ذلك ويأمره به(7).
4 ـ قوله تعالى: (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدًا)(8).
أي: إلاّ من استظهر بالإيمان والعمل الصّالح، أو: بكلمة الشّهادة، أو: إلاّ من وعده أن يشفع كالأنبياء والمؤمنين(9).
5 ـ قوله تعالى: (يَوْمَئِذ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)(10).
6 ـ قوله تعالى: (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبيرُ)(11).
وقد جاءت الرّوايات مفسّرةً الآية بأنّ اللّه تعالى يأذن لأنبيائه ورسله وأوليائه وللمؤمنين بالشّفاعة يوم القيامة. وسيأتي نصوصها.
(1) سورة الإسراء، الآية: 79.
(2) تفسير القمي 2 / 25، ومجمع البيان 6 / 284، وأمالي الصدوق: 66 أنا الشفيع لشيعتك… و 370، والإحتجاج 1 / 361، والبحار 16 / 305.
(3) سورة الأنبياء، الآية: 26 ـ 28.
(4) مجمع البيان في تفسير القرآن 7 / 81 ذيل الآية الشّريفة.
(5) سورة البقرة، الآية: 255.
(6) البحار 8 / 31.
(7) التّبيان في تفسير القرآن 5 / 336، ومجمع البيان في تفسير القرآن 2 / 159.
(8) سورة مريم، الآية: 87 .
(9) تفسير الشبّر: 305.
(10) سورة طه، الآية: 109.
(11) سورة سبأ، الآية: 23.