حديث: إسم أبيه إسم أبي
وهنا بحثان:
أحدهما: في أنّ الحديث بلفظ «اسمه اسمي» بدون «واسم أبيه اسم أبي».
والثاني: في أن الحديث بلفظ «إسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» من رواه؟ وما إسناده؟
البحثُ الأوّل:
أخرج أحمد في مسند عبداللّه بن مسعود عن عمر بن عبيد عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبداللّه قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمي»(1).
وعن يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبداللّه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: لا تذهب الدنيا أو قال: لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ويواطئ اسمه اسمي»(2).
ورواه بنفس السند واللفظ مرة اُخرى(3).
وعن عمر بن عبيد الطنافسي، عن عاصم عن زر عن عبداللّه باللّفظ(4).
وفي رواية التّرمذي: «حدّثنا عبيد بن أسباط بن محمّد القرشي الكوفي قال: حدّثني أبي، حدّثنا سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبداللّه قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. قال أبو عيسى: وفي الباب عن: علي وأبي سعيد واُمّ سلمة وأبي هريرة. وهذا حديث حسن صحيح»(5).
البحث الثاني: والحديث في رواية أبي داود كذلك، غير أنّه رواه في أحد الأسانيد بزيادة لفظ «واسم أبيه اسم أبي» وهذا نصّ ما ذكره:
«حدّثنا مسدد: إن عمر بن عبيد حدّثهم. وثنا محمّد بن العلاء ثنا أبو بكر ـ يعني ابن عيّاش ـ . ح وثنا مسدّد ثنا يحيى، عن سفيان، وثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبيداللّه بن موسى، أخبرنا زائدة. ح وثنا أحمد بن إبراهيم حدّثني فطر ـ المعنى واحد ـ كلّهم عن عاصم، عن زر، عن عبداللّه، عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، قال زائدة: لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل منّي أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. زاد في حديث فطر: يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وقال في حديث سفيان: لا تذهب ـ أو لا تنقضي ـ الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
قال أبو داود: لفظ عمر وأبي بكر بمعنى سفيان»(6).
فظهر التطابق في الرواية لحديث عبداللّه بن مسعود بين رواية أحمد والترمذي وأبي داود، وهو المطابق لما تذهب إليه الإماميّة، ووافقهم عليه من غيرهم كثيرون من أنّه «محمّد بن الحسن العسكري» فاسمه يواطئ اسم جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
وانفرد أبو داود برواية الحديث بسند فيه «زائدة» بزيادة لفظ «واسم أبيه اسم أبي».
وقد تكلّم علماء الفريقين على هذا اللفظ سنداً ومعنىً وأجابوا عنه بوجوه عديدة، لا حاجة بنا إلى التطويل بإيرادها بعد ما تقرّر لزوم طرح الشاذ النادر من الأخبار، والأخذ بالمجمع عليه، لكون المجمع عليه لا ريب فيه.
(1) مسند أحمد 1 / 376.
(2) مسند أحمد 1 / 377.
(3) مسند أحمد 1 / 430.
(4) مسند أحمد 1 / 448.
(5) صحيح الترمذي 4 / 438.
(6) سنن أبي داود 2 / 207.