المطلب الأول
في أنّ لهذه الاُمة مهديّاً
لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الأُمّة مهديّاً، وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد أخبر به وبشّر به وذكر له أسماء وصفات وألقاباً وغير ذلك، والروايات الواردة في كتب الفريقين حول هذا الموضوع أكثر وأكثر من حدّ التواتر، ولذا لا يبقى خلاف بين المسلمين في هذا الإعتقاد، ومن اطّلع على هذه الأحاديث وحقّقها وعرفها، ثمّ كذّب أصل هذا الموضوع مع الإلتفات إلى هذه الناحية، فقد كذّب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيما أخبر به.
الروايات الواردة بأسانيد الفريقين موجودة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من مصادر الحديث، وقد اُلّفت في هذا الخصوص كتب جمع فيها العلماء الكبار من السّابقين واللاّحقّين ما ورد في المهدي على لسان النبي الكريم، وهناك آيات كثيرة من القرآن الكريم مفسّرة ومأوّلة بالمهدي سلام اللّه عليه.
وحينئذ، لا يُعبأ ولا يعتنى بقول شاذ من مثل ابن خلدون المؤرّخ(1)، حتّى أنّ بعض علماء السنّة كتبوا ردوداً على رأيه في هذه المسألة.
ومن أشهر المؤلّفين والمدوّنين لأحاديث المهدي سلام اللّه عليه من أهل السنّة في مختلف القرون:
أبو بكر ابن أبي خيثمة، المتوفى سنة 279.
نعيم بن حمّاد المروزي، المتوفى سنة 288.
أبو حسين ابن منادي، المتوفى سنة 336.
أبو نعيم الإصفهاني، المتوفى سنة 430.
أبو العلاء العطّار الهمداني، المتوفى سنة 569.
عبدالغنى المقدسي، المتوفى سنة 600.
ابن عربي الأندلسي، المتوفى سنة 638.
سعدالدين الحموي، المتوفى سنة 650.
أبو عبداللّه الكنجي الشافعي، المتوفى سنة 658.
يوسف بن يحيى المقدسي، المتوفى سنة 658.
ابن قيّم الجوزية، المتوفى سنة 685.
ابن كثير الدمشقي، المتوفى سنة 774.
جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911.
شهاب الدين ابن حجر المكّي، المتوفى سنة 974.
علي بن حسام الدين المتقي الهندي، المتوفى سنة 975.
نور الدين علي القاري الهروي، المتوفى سنة 1014.
محمّد بن علي الشوكاني القاضي، المتوفى سنة 1250.
أحمد بن صدّيق الغماري، المتوفى سنة 1380.
وهؤلاء أشهر المؤلّفين في أخبار المهدي منذ قديم الأيام، وفي عصرنا أيضاً كتب مؤلَّفة من قبل كتّاب هذا الزمان، لا حاجة إلى ذكر أسماء تلك الكتب.
(1) تاريخ ابن خلدون 1 / 311، الفصل الثاني والخمسون.