الحديث الخامس
أخرج الترمذي قائلا:
باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأبي عبيدة بن الجرّاح ـ رضي اللّه عنهم ـ .
1 ـ حدّثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطّار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أرحمُ أُمّتي بأُمّتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر اللّه عمر، وأصدقهم حياءً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكلّ أُمّة أمين وأمين هذه الأُمّة أبو عبيدة بن الجرّاح.
قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلاّ من هذا الوجه.
وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه، والمشهور حديث أبي قلابة.
2 ـ حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، حدّثنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أرحمُ أُمّتي بأُمّتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر اللّه عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لِكتاب اللّه أبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإنّ لكلّ أُمّة أميناً وإنّ أمين هذه الأُمّة أبو عبيدة بن الجرّاح.
هذا حديث حسن صحيح»(1).
وأخرجه ابن ماجة أيضاً حيث قال:
«حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، قال: حدّثنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أرحم أُمّتي بأُمّتي أبو بكر… .
حدّثنا عليّ بن محمّد، قال: حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، مثله عند ابن قدامة…»(2).
وأخرجه الحاكم فقال:
«حدّثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمدان، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا محمّد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ثنا الكوثر بن حكيم أبو محمّد الحلبي، عن نافع، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ أرأف أُمّتي بها أبو بكر، وإنّ أصلبها في أمر اللّه عمر، وإنّ أشدّها حياءً عثمان، وإنّ أقرأها أُبَيّ بن كعب، وإنّ أفرضها زيد بن ثابت، وإنّ أقضاها عليّ بن أبي طالب، وإنّ أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإنّ أصدقها لهجة أبو ذرّ، وإنّ أمين هذه الأُمّة أبو عبيدة بن الجرّاح، وإنّ حبر هذه الأُمّة لعبداللّه بن عبّاس»(3).
أقول:
هذه أهمّ أسانيد هذا الحديث في أهمّ كتب القوم، وهو حديث موضوع على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولو أردنا النظر في أسانيده بالتفصيل، لخرجنا عن وضع الرسالة، فنكتفي ببعض الكلام على الأسانيد المذكورة فقط وهو أقلّ قليل.
أمّا سنده عند الترمذي، ففي إسناده الأوّل سفيان بن وكيع.
(1) سنن الترمذي 5 / 435 كتاب المناقب الأرقام 3815 و 3816.
(2) سنن ابن ماجة 1 / 161 ـ 162 باب في فضائل أصحاب رسول اللّه الأرقام 154 و155.
(3) المستدرك على الصحيحين 3 / 616 كتاب معرفة الصحابة رقم 6281.