و لهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية و الوراثة
ويقول عليه السّلام: «ولهم خصائص حقّ الولاية»، أي: إنّ للإمامة شروطاً وصفات لم تتوفّر في أحد سواهم.
ومن ذلك :العصمة، وقد عرفت أن لا معصوم في هذه الاُمة بعد النبي إلاّ في أهل البيت.
ومن ذلك: العلم، وقد عرفت أنهم أوعية علم اللّه، وأن الناس عيال عليهم فيه.
«وفيهم الوصية والوراثة»(1).
أما «الوصية» فإنّ أمير المؤمنين كان وصي النبي صلّى اللّه عليه وآله بلا خلاف.
والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً، بل لقد أعلن النبي صلّى اللّه عليه وآله عن ذلك منذ بدء الدعوة، ففي حديث الدار يوم الإنذار: «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم».
وإنّ الأئمة من بعده أوصياء واحداً بعد واحد.
وأما «الوراثة» فهم ورّاثه في الخلافة والعلم والمال والأحاديث بذلك في الإمام عليه السلام كثيرة أيضاً، حتى لقد رووا الإقرار بذلك عن بعض الصّحابة أيضاً، وعن قشم بن العبّاس أنه سئل: «كيف ورث عليٌّ رسول اللّه دونكم؟ فقال: لأنه كان أوّلنا به لحوقاً وأشدّنا به لزوقاً»(2).
(1) نهج البلاغة: 47.
(2) وإنْ شئت الوقوف على أحاديث الوصيّة والوراثة من طرق أهل السنّة، فارجع إلى الجزء الثالث من كتابنا: تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات.