هم أحد الثقلين
وأشار عليه السّلام في آخر هذا الكلام إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين(1):
أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري، قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب اللّه عزّوجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(2).
وأخرج الترمذي عن جابر، قال: «رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيّها الناس إنّي تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا; كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي»(3).
وعن زيد بن أرقم قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر; كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما»(4).
وأخرج الحاكم عنه قال: «لمّا رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب اللّه تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. ـ ثم قال ـ : اللّه عزّوجلّ مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضىِّ اللّه عليه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من وآلاه وعاد من عاداه.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين…»(5).
(1) بحثنا عن هذا الحديث سنداً ودلالةً في ثلاثة أجزاء من كتابنا الكبير: نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 1 ـ 3.
(2) مسند أحمد 3 / 14.
(3) صحيح الترمذي 2 / 219.
(4) المصدر: 2 / 220.
(5) المستدرك على الصحيحين 3 / 109.