من مات على معرفتهم و حبّهم مات شهيداً
ويقول عليه السّلام: «من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على اللّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكل شيء مدة وأجلا»(1).
وهذا الكلام وإن كان ناظراً إلى الإمام المهدي المنتظر من آل محمّد وأهل بيته، إلاّ أنّ مورده غير مخصّص له، فإنّ هذا الأثر لمعرفة حق أهل البيت ثابت في كلّ زمان.
ومن هنا يقول عليه السّلام: «ناصرنا ومحبّنا ينتظر الرحمة وعدوّنا ومبغضنا ينتظر السطوة»(2).
وعن أبي جعفر عليه السّلام: «إنّ اللّه عزّوجلّ نصب عليّاً علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالا، ومن نصب معه شيئاً كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنة»(3).
وبهذا المعنى نصوص عن النبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كثيرة، ونكتفي هنا بما ذكره جار اللّه الزمخشري في كشّافه وأورده الرازي في تفسيره:
قال الرازي: «نقل صاحب الكشّاف عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: من مات على حب آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حب آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حب آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها. ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحه الجنة»(4).
يقول الميلاني:
اللهمّ أحينا على طاعة محمّد وآل محمّد ومعرفتهم، وأمتنا على معرفتهم ومحبّتهم، واحشرنا في زمرتهم، وارزقنا شفاعتهم، ووفّقنا لما وفّقتهم، إنّك سميع مجيب.
(1) نهج البلاغة: 283.
(2) المصدر: 162.
(3) الكافي 1 / 437.
(4) تفسير الرازي 27 / 165 ـ 166.