بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين.
وبعد: فهذه دراسة سريعة في «نهج البلاغة» لمعرفة أهل البيت وعترة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، كما وصفهم سيّدهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام.
ونهج البلاغة للشريف الرضي، وكلّ ما فيه فهو مختاراته من خطب الإمام وكلماته ورسائله المشتملة على تعاليمه وأفكاره ونظراته وآرائه، في مختلف الشؤون.
ولقد كاد أن يكون التشكيك في نسبة الكتاب إلى الشريف، أو الكلمات الشريفة إلى الإمام، على حدّ التشكيك في وجود الإمام والشريف نفسهما.
وكان جديراً بنا أن نرجع إلى «نهج البلاغة» لمعرفة مكانة «أهل البيت» ومنزلتهم، لأنّه ـ بعد النبيّ عليهما السّلام ـ سيّدهم ورئيسهم، وأعرف الناس بهم، وهو ـ مع ذلك ـ البارع في الوصف والعادل في الحكم.
لقد جاء ذكر «أهل البيت» في مواضع كثيرة من «نهج البلاغة»، ولأغراض مختلفة، وهو ـ في الأغلب ـ يركّز بشتّى الأساليب على أفضليّتهم المطلقة وأولويّتهم بالكتاب والسنّة وتطبيقهما، وأحقيتهم بالإتّباع والطاعة.
وإذا ما راجعنا تلك الأوصاف ومعانيها، ونظرنا في شواهدها من الكتاب والسنّة ومبانيها، عرفنا عدم دخول من أجمع المسلمون على عدم عصمته، تحت عنوان «آل النبيّ» و«أهل بيته» و«عترته».
علي الحسيني الميلاني