عندهم حقائق الكتاب و السنّة
ويؤكّد في موضع آخر على أنّ حقائق الكتاب والسنّة عند أهل البيت، وأنّهم أحقّ بها وأولى من غيرهم، فيقول:
«إنّا لم نحكِّم الرجال وإنّما حكَّمنا القرآن، هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدفتين، لا ينطق بلسان، ولا بدّ له من ترجمان، وإنّما ينطق عنه الرجال، ولمّا دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه سبحانه وتعالى، وقد قال اللّه سبحانه: (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ في شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ)، فردُّه إلى اللّه أن نحكم بكتابه، وردّه إلى الرسول أن نأخذ بسنّته. فإذا حكم بالصدق في كتاب اللّه فنحن أحقّ الناس به، وإن حكم بسنّة رسول اللّه فنحن أحقّ الناس وأولاهم بها… .
فأين يُتاه بكم! وممن أين اُتيتُم!»(1).
وفي هذا المعنى روايات كثيرة عن أهل البيت، رواها الكليني في الأبواب المختلفة من كتاب الحُجّة من الكافي.
ويصرّح عليه السّلام بأنّ أهل البيت ـ لا سواهم ـ هم الراسخون في العلم، فيقول:
«أين الَّذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا اللّه ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم»(2).
ولعلّه يشير إلى قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ…)(3).
وعن أبي عبداللّه عليه السّلام: «نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله» ومثله غيره(4).
(1) نهج البلاغة: 182.
(2) نهج البلاغة: 201.
(3) سورة آل عمران: الآية 5.
(4) الكافي 1 / 213 باب «إنّ الراسخين في العلم الائمّة عليهم السّلام»، الصافي: 84 الطبعة القديمة.