آل محمّد بضعة منه بل نفسه
بل إنّ «آل محمّد» هم «بضعة» منه، ففي الحديث المتّفق عليه: «عليُّ منّي وأنا منه»(1)، و«فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني»(2)، واستناداً إلى هذا الحديث قال الحافظ السهيلي بأنّ فاطمة عليها الصلاة والسّلام أفضل من أبي بكر وعمر(3)، لكونها بضعة من النبي، وكذا قال الحافظ البيهقي(4)، ولا شكّ في أنّ ولديهما والائمة من ولد الحسين بضعة منهما، فهم بضعة النبي الكريم.
بل إنّ «آل محمّد» هم «نفس» النبيّ، فإنّ عليّاً عليه السّلام نفسه لآية المباهلة(5). وقد خاطب ابنه الحسن بقوله: «وجدتك بعضي بل وجدتك كُلّي»(6). وكذلك الحسين والائمة من ولده… .
وأمّا في «الخلق»، فعند آل محمّد جميع كمالات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وفضائله، لأنّهم من أصل واحد كما تقدّم، ثم إنّهم قد تربّوا في حجره وتعلّموا على يديه.
(1) أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد وغيرهم كأحمد بن حنبل، والترمذي، وابن ماجة، والنسائي، والطبراني، والبغوي، وغيرهم.
(2) أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد، وعلى رأسهم البخاري صاحب الصحيح.
(3) ذكره العلامة المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 / 421. والسهيلي شارح السيرة النبويّة من أكابر الحفّاظ المحقّقين عند أهل السنّة توفي سنة: 581 .
(4) ذكره العلامة العجيلي في ذخيرة المآل ـ وعندنا منه نسخة مصوّرة ـ والبيهقي من الأئمّة الكبار في الفقه والحديث، توفي سنة: 458.
(5) أنظر: الحلقة الخاصّة بها في هذه السلسلة.
(6) نهج البلاغة: 391.