(7) الحديث في رواية جابر
قال الحافظ الخطيب: «أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري قال: أخبرنا أبو بكر بن المقري قال: ثنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمّد الدقاق قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله أبو جعفر المكتّب قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن ابن بهمان قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد علي: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، يمدّ بها صوته، أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».(1)
أقول: فهذا الحديث الذي رواه كبار الحفّاظ أمثال:
عبد الرزّاق بن همام الصنعاني.
وابن السقاء الواسطي.
وأبي الحسن العطّار الشافعي.
والخطيب البغدادي.
وأبي محمد الغندجاني.
وابن المغازلي.
وابن عساكر، والكنجي الشافعي.
يدلّ من جهات عديدة على اهتمام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالإفصاح عن إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وأفضليّته قولاً وفعلاً، وتلك الجهات هي:
1. إيراده صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا الكلام «يوم الحديبية»، وهو مشهد عظيم من مشاهد المسلمين يجتمع فيه الوضيع والشريف والصغير والكبير…
2. أخذه صلّى الله عليه وآله وسلّم بضبع أمير المؤمنين عليه السلام لمزيد التأكيد وإتمام الحجة على الحاضرين والغائبين…
3. قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حقه: «هذا أمير البررة وقاتل الكفرة»
وهو نصّ صريح في إمامته…
4. قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «منصور من نصره مخذول من خذله»
إيجاباً لطاعته وإلزاماً لاتّباعه…
5. مدّه صلّى الله عليه وآله وسلّم صوته بقوله: «أنا مدينة…»
إبلاغاً لجميع الحاضرين…
فكيف يقال: إنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يقصد بهذا الحديث إمامة أمير المؤمنين عليه السلام؟ وأنّ هذا الحديث ليس فيه دلالة على مدّعى أهل الحق؟
(1) تاريخ بغداد 2/377، 4/219، وانظر: المناقب لابن المغازلي: 80، كفاية الطالب: 220.