الكلام على رأى النووى
وأمّا محيي الدين النواوي، فالواقع أنّه قد قدح في حديث «أنا دارالحكمة وعلىّ بابها»، وهذا نصّ كلامه «وأمّا الحديث المروي عن الصنابحي عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وفي رواية: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فحديث باطل، رواه الترمذي وقال: هو حديث منكر، وفي بعض النسخ: غريب، قال: ولم يروه من الثقات غير شريك، وروي مرسلاً».(1)
فظهر أنّ قدحه متوجّه في الأصل إلى حديث «أنا دار الحكمة»، غير أنّه توهّم أنّ حديث «أنا مدينة العلم» رواية من روايات ذاك الحديث، ولا يخفى سقوط هذا التوهّم على من لاحظ روايات المحدثين وطرق الحديثين المذكورين في مختلف الكتب والأسفار، لأنّ كلاًّ منهما قد روي وأخرج فيها بطرق وأسانيد كثيرة خاصة به، بحيث لا يلزم من القدح في أحدهما القدح في الآخر…
على أنّ حديث «أنا دار الحكمة وعليّ بابها» حديث ثابت، قد أخرجه جهابذة الحديث وأعلام الحفاظ والعلماء، فدعوى بطلانه ساقطة.
(1) تهذيب الأسماء واللغات 1/348.