24 ـ علي القاري (1014)
وقال الشيخ علي القاري المكي ما نصّه:
«قال ابن الديبع: إعلم أن حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، أخرجه ابن ماجة، كذا ذكره الجلال السيوطي في (تخريج أحاديث الشفاء) ولم أجده في سنن ابن ماجة بعد البحث عنه.
وقد ذكره ابن حجر العسقلاني في (تخريج أحاديث الرافعي) في باب أدب القضاء، وأطال الكلام عليه وذكر أنّه ضعيف واه، بل ذكر عن ابن حزم: أنه موضوع باطل.
لكن ذكر عن البيهقي أنه قال: إن حديث مسلم يؤدّي بعض معناه ـ يعني قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: النجوم أمنة للسماء. الحديث.
قال ابن حجر: صدق البيهقي هو يؤدّي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم، أما في الاقتداء فلا يظهر، نعم يمكن أن يتلمح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم.
قلت: الظاهر إن الاهتداء فرع الاقتداء.
قال: وظاهر الحديث إنما هو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الجور في أقطار الأرض. انتهى.
وتكلّم على هذا الحديث ابن السبكي في (شرح ابن الحاجب) الأصلي في الكلام على عدالة الصحابة ولم يعزه لابن ماجة، وذكره في (جامع الأصول) ولفظه عن ابن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: سألت ربي، الحديث إلى قوله: اهتديتم، وكتب بعده: أخرجه. فهو من الأحاديث التي ذكرها رزين في (تجريد الأصول) ولم يقف عليها ابن الأثير في الأصول المذكورة، وذكره صاحب (المشكاة) وقال: أخرجه رزين»(1).
ترجمة القاري
توجد ترجمة القاري في: خلاصة الأثر 3 / 185 والبدر الطالع 1 / 355 ـ 446 وكشف الظنون 2 / 1700 وغيرها.
قال المحبي:
«علي بن محمّد سلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة وأحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الاطراء في وصفه.
إشتهر ذكره، وطار صيته، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية،المحتوية على الفوائد الجليلة.
منها شرحه على المشكاة في مجلدات، وهو أكبرها وأجلّها».
(1) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 523. كما اعترف بضعفه في شرح الشفاء 3 / 423 ـ 424 وأورده أيضاً في الموضوعات الكُبرى: 372.