2 ـ المزني، تلميذ الشافعي وصاحبه (264)
لم يصحّح أبو إبراهيم المزني حديث النجوم، فقد قال الحافظ ابن عبدالبرّما نصه:
«وقال المزني رحمه اللّه في قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أصحابي كالنجوم» قال: ـ إنْ صح هذا الخبر ـ فمعناه فيما نقلوا عنه وشهدوا به عليه، فكلّهم ثقة مؤتمن على ما جاء به، لا يجوز عندي غير هذا.
وأمّا ما قالوا فيه برأيهم، فلو كانوا عند أنفسهم كذلك ما خطّأ بعضهم بعضاً، ولا أنكر بعضهم على بعض، ولا رجع منهم أحد إلى قول صاحبه. فتدبر»(1).
فقوله «إنْ صح» يفيد ما نحن بصدده. وأما ما ذكره من معنى الحديث فنترك الحكم فيه إلى المحقّقين من أهل الحديث(2).
ترجمة المزني
أثنى عليه كافّة أرباب المعاجم بما لا مزيد عليه، راجع: وفيات الأعيان 1 / 196 ومرآة الجنان 2 / 177 ـ 178 وطبقات الشافعية 2 / 93 ـ 109 والعبر 2 / 28 وحسن المحاضرة 1 / 307.
قال اليافعي:
«الفقيه الإمام أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني المصري الشافعي. وكان زاهداً عابداً مجتهداً محجاجاً غوّاصاً على المعاني الدقيقة، اشتغل عليه خلق كثير.
قال الشافعي في صفة المزني: ناصر مذهبي.
وهو إمام الشافعيين وأعرفهم بطريق الشافعي وفتاواه وما ينقل عنه، صنف كتباً كثيرة، وكان في غاية من الورع، وكان من الزهد على طريقة صعبة شديدة، وكان مجاب الدعوة، ولم يكن أحد من أصحاب الشافعي يحدّث نفسه بالتقدّم عليه في شيء من الأشياء، وهو الذي تولّى غسل الشافعي».
(1) جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر 2 / 923.
(2) قال الألباني المعاصر: «الظاهر من ألفاظ الحديث خلاف المعنى الذي حمله عليه المزني رحمه اللّه، بل المراد ما قالوه برأيهم، وعليه يكون معنى الحديث دليلا آخر على أن الحديث موضوع ليس من كلامه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ كيف يسوغ لنا أن نتصوّر أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يجيز لنا أن نقتدي بكلّ رجل من الصحابة، مع أن فيهم العالم والمتوسط في العلم ومن هو دون ذلك…» سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 / 82.