17 ـ ابن حجر العسقلاني (852)
قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني بذيل حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، ما نصه:
«أخرجه الدارقطني في (المؤتلف) من رواية سلام بن سليم عن الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً، وسلام ضعيف.
وأخرجه في (غرائب مالك) من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث وفيه: فبأيّ قول أصحابي أخذتم اهتديتم، إنما مثل أصحابي مثل النجوم من أخذ بنجم منها اهتدى، وقال: لا يثبت عن مالك، ورواته دون مالك مجهولون.
ورواه عبد بن حميد والدار قطني في (الفضائل) من حديث حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر. وحمزة اتهموه بالوضع.
ورواه القضاعي في (مسند الشهاب) من حديث أبي هريرة، وفيه جعفر بن عبدالواحد الهاشمي، وقد كذّبوه.
ورواه ابن طاهر من رواية بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس، وبشر كان متهماً أيضاً.
وأخرجه البيهقي في (المدخل) من رواية جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. وجويبر متروك، ومن رواية جويبر أيضاً عن جواب بن عبداللّه مرفوعاً. وهو مرسل.
قال البيهقي: هذا المتن مشهور وأسانيده كلّها ضعيفة.
وروى في (المدخل) أيضاً عن عمر ورفعه: سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى إليّ يا محمّد، انّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض، فمن أخذ بشيء ممّا هو عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى.
وفي إسناده عبدالرحيم بن زيد العمّي، وهو متروك»(1).
ترجمة ابن حجر
ترجم له بكل تكريم وتعظيم في: حسن المحاضرة 1 / 363 ـ 316 والبدر الطالع 1 / 87 ـ 92 والضوء اللامع 2 / 36 ـ 40 وشذرات الذهب 8 / 270 ـ 273 وغيرها.
قال السيوطي:
«إمام الحفّاظ في زمانه، قاضي القضاة، إنتهت إليه الرّحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه.
وألّف كتباً كثيرة كشرح البخاري، وتعليق التعليق، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، ولسان الميزان، والاصابة في الصحابة، نكت ابن الصلاح، ورجال الأربعة وشرحها، والألقاب».
(1) الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف 2 / 603 ـ 604.