السبُّ و الشتم
لقد سوّد الفضل ابن روزبهان صفحات كتابه بسبّ وشتم العلاّمة الحلّي والشيعة الإماميّة عامّةً، بما لا يُسمع عادةً إلاّ من الجهلة الأرذال والسوقة الأنذال.
ومن الواضح أن مثل هذه العبارات تدلّ ـ مضافاً إلى دلالتها على عدم الورع والتقوى، وعلى سوء الأدب والأخلاق ـ على بطلان عقيدة الشخص وعجزه عن الدفاع عنها.
ونحن نورد ما تفوّه به هذا الرجل:
«ثمّ ما ذكر… من المبالغات والتقعقعات الشنيعة، والكلمات الهائلة المرعدة المبرقة، التي يميل بها خواطر القلندرية والعوامّ إلى مذهبه الباطل، ورأيه الكاسد الفاسد»(1).
«هذا غاية الجهل والتعصّب، وهو رجلّ يريد ترويج طامّاته ليعتقده القلندرية والأوباش ورعاع الحلّة من الرفضة والمبتدعة»(2).
«هذا الرجل الطامّاتي الذي يصنّف الكتاب ويردّ على أهل الحقّ، ويبالغ في إنكار العلماء والأولياء، طلباً لرضا السلطان محمّد خدابنده، ليعطيه إدراراً ويفيض عليه مدراراً»(3).
«هذا غاية التعصّب والخروج عن قواعد الإسلام، نعوذ باللّه من عقائده الفاسدة الكاسدة»(4).
«هذا غاية الجهل والعناد والخروج عن قاعدة البحث، بحيث لو نسب هذا الكلام إلى العوامّ استنكفوا منه»(5).
«والطامّات والخرافات التي يريد أن يميل بها خواطر السفهة إلى مذهبه غير ملتفت إليها»(6).
«إنّ الرجل كودَن طامّاتي متعصّب، فتعصّب لنفسه لا للّه ورسوله، والعجب أنّه كان لا يأمل أن العقلاء ربّما ينظرون في هذا الكتاب فيفتضح عندهم! ما أجهله من رجل متعصّب! نعوذ باللّه من شرّ الشيطان وشركه»(7).
«وهذه الطامّات المميلة لقلوب العوامّ لا تنفع ذلك الرجل، وكلّ ما بثّه من الطامّات افتراء»(8).
«ولا عجب من هذه الشيعة، فإنّ الكذب والافتراء طبيعتهم وبه خلقت غريزتهم»(9).
«يذكرون الأشياء عن الأئمّة، ويمزجون كلّ ما ينقلون عنهم بألف كذبة كالكهنة السامعة لأخبار الغيب»(10).
«ما ذكره من الطامّات والتنفير فهو الجري على عادته في المزخرفات والترّهات»(11).
«هذا الرجل أصمّ أُطروش لا يسمع نداء المنادي، وصوّر لنفسه مذهباً وافترى أنّه مذهب الأشاعرة ويورد عليه الاعتراضات… والعجب أنّه لا يخاف أن يلقى اللّه بهذه العقيدة الباطلة التي هو إثبات الشركاء للّه تعالى في الخلق مثل المجوس، وذلك المذهب أردأ من مذهب المجوس بوجه; لأنّ المجوس لا يثبتون إلاّ شريكاً واحداً يسمّونه: أهرمن، وهؤلاء يثبتون شركاء لا تحصر ولا تحصى، إنّهم إذا قيل لهم: لا إله إلاّ اللّه يستكبرون»(12).
«مع ذلك، افترى على الصادق ـ عليه السّلام ـ كذباً في حقّهم»(13).
«فعُلم أنّ هذا الرجل مفتر كودن كذاب، مثل كوادن حلّة وبغداد، لا أفلح من رجل سوء»(14).
«والعجب أنّ هؤلاء لا يفرّقون بين هذين المعنيين، ثمّ من العجب كلّ العجب أنّهم لا يرجعون إلى أنفسهم ولا يتأمّلون… فإذا بلغ أمر الخلق إلى الفعل رقدوا كالحمار في الوحل ونسبوا إلى أنفسهم الأفعال، وفيه خطر الشرك»(15).
«وهذا يدلّ على غاية حمق الرجل وحيلته وتعصّبه وعدم فهمه، أما كان يستحي من ناظر في كتابه؟!»(16).
«نعم، ربّما فهم ذلك الأعرابي الجافي، الحلّي الوطن، ذلك المعنى من كلام اللّه تعالى»(17).
«ورأينا المعتزلة ومن تابعهم من الشيعة كاليهود، يخفون مذهبهم ويسمّونه التقيّة، ويهربون من كل شاهق إلى شاهق، ولو نسب إليهم أنّهم معتزليّون أو شيعة يستنكفون عن هذه النسبة»(18).
«وكأنّ هذا الرجل لم يمارس قطّ شيئاً من المعقولات، والحقّ أنّه ليس أهلا لأن يباحث، لدناءة رتبته في العلم، ولكن ابتليت بهذا مرّةً فصبرت… وكلّ هذه الاستدلالات خرافات وهذيانات لا يتفوّه بها إلاّ أمثاله في العلم والمعرفة»(19).
«لكنّ المعتزلة ومن تابعهم يناسب حالهم ما قال اللّه تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)(20)»(21).
«انظروا معاشر المسلمين إلى هذا السارق الحلّي الذي اعتاد سرقة الحطب من شاطىء الفرات، حسب أنّ هذا الكلام حطب يسرق؟! كيف أتى بالدليل وجعله اعتراضاً؟! والحمد للّه الذي فضحه في آخر الزمان وأظهر جهله وتعصّبه على أهل الإيمان»(22).
«ومثله مع المعتزلة في لحس فضلاتهم كمثل الزبّال يمرّ على نجاسة رجل أكل بالليل بعض الأطعمة الرقيقة كماء الحمّص، فجرى في الطريق، فجاء الزبّال وأخذ من نجاسته وجعل يلحسه ويتلذّذ به.
فهذا ابن المطهّر النجس كالزبّال يمرّ على فضلات المعتزلة ويأخذ منها الاعتراضات، ويكفّر بها سادات العلماء، ينسبهم إلى أقبح أنواع الكفر، يحسب أنّه يحسن صنعاً، نعوذ باللّه من الضلال، واللّه الهادي»(23).
«فانظر إلى هذا الحلّي الجاهل، كيف افترى في معنى الكسب وخلط المذاهب والأقوال، كالحمار الراتع في جنّة عالية قطوفها دانية، واللّه تعالى يجازيه»(24).
«العجب من هذا الرجل، أنّه يفتري الكذب ثمّ يعترض عليه، فكأنّه لم يتّفق له مطالعة كتاب في الكلام على مذهب الأشاعرة، وسمع عقائدهم من مشايخه من الشيعة وتقرّر بينهم أنّ هذه عقائد الأشاعرة، ثمّ لم يستح من اللّه تعالى ومن الناظر في كتابه، وأتى بهذه الترّهات والمزخرفات»(25).
«هذا الرجل السوء الفحّاش، وكأنّه حسب أنّ الأنبياء أمثاله من رعاع الحلّة الّذين يفسدون على شاطىء الفرات بكلّ ما ذكره، نعوذ باللّه من التعصّب فإنّه أورده النار»(26).
«فهذا كذب أظهر وأبين من كذب مسيلمة الكذّاب»(27).
«فكيف هذا الرجل الجاهل بالحديث والأخبار، بل بكلّ شيء، حتّى أنّي ندمت من معارضة كتابه وخرافاته بالجواب، لسقوطه عن مرتبة المعارضة، لانحطاط درجته في سائر العلوم، معقولها ومنقولها، أُصولها وفروعها، لكن ابتليت بهذا مرّة فصبرت»(28).
«والعجب من هذا الرجل أنّه يبالغ في احتراز الأنبياء عن الكذب وينسب الكذب الصراح إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، نعوذ باللّه من هذا»(29).
«هذا الرجل لا يعرف ما يقول، وهو كالناقة العشواء يرتعي كلّ حشيش»(30).
«أيّها الجاهل العامّي، الضالّ العاصي، الشيعة ينسبون أنفسهم إلى الأئمّة الاثني عشر، أترى أئمّة أهل السُنّة والجماعة يقدحون في أهل بيت النبوّة والولاية؟! أتراهم يا أعمى القلب أنّهم يفترون مثلك ومثل أضرابك على الأئمّة، ويفترون المطاعن والمثالب ممّا لم يصحّ به خبر، بل ظاهر عليه آثار الوضع والبطلان؟!»(31).
«ثمّ جاء ابن المطهّر الأعرابي، البوّال على عقبيه، ويضع لهم المطاعن، قاتله اللّه من رجل سوء بطّاط»(32).
«إنّ هذا الرجل السوء يذكر لمثل هذا الرجل ]يعني أبا بكر [المطاعن، لعن اللّه كلّ مخالف طاعن، وكنت حين بلغت باب المطاعن أردت أن أطوي عنه كشحاً، ولا أذكر منه شيئاً، لأنّها تؤلم خاطر المؤمن ويفرح بها المنافق الفاسد الدين، لأنّ من المعلوم أنّ هذا الدين قام في خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين، ولمّا سمع المنافق أنّ هؤلاء مطعونون فرح بأنّ الدين المحمّدي لا اعتداد به، لأنّ هؤلاء المطعونين ـ حاشاهم ـ كانوا مؤسّسي هذا الدين، وهذا ثلمة عظيمة في الإسلام، وتقوية كاملة للكفر أقدم به الروافض لا أفلحوا…»(33).
«ثمّ جاء البوّال الذي استوى قوله وبوله، فيجعله ]أي: عثمان [كالكفّار، ولا يقبل دفنه مع المسلمين، أُفٍّ له وتُفٍّ، والصفع على رقبته بكلّ كَفّ»(34).
(1) دلائل الصدق 1 / 171.
(2) دلائل الصدق 1 / 218.
(3) دلائل الصدق 1 / 246.
(4) دلائل الصدق 1 / 247.
(5) دلائل الصدق 1 / 276.
(6) دلائل الصدق 1 / 307.
(7) دلائل الصدق 1 / 317.
(8) دلائل الصدق 1 / 331.
(9) دلائل الصدق 1 / 334.
(10) دلائل الصدق 1 / 349.
(11) دلائل الصدق 1 / 381.
(12) دلائل الصدق 1 / 383.
(13) دلائل الصدق 1 / 400.
(14) دلائل الصدق 1 / 401.
(15) دلائل الصدق 1 / 454.
(16) دلائل الصدق 1 / 456.
(17) دلائل الصدق 1 / 462.
(18) دلائل الصدق 1 / 476.
(19) دلائل الصدق 1 / 484.
(20) سورة الزمر 39 : 45.
(21) دلائل الصدق 1 / 508.
(22) دلائل الصدق 1 / 519.
(23) دلائل الصدق 1 / 533.
(24) دلائل الصدق 1 / 537.
(25) دلائل الصدق 1 / 577.
(26) دلائل الصدق 1 / 695.
(27) دلائل الصدق 2 / 322.
(28) دلائل الصدق 2 / 350.
(29) دلائل الصدق 2 / 447.
(30) دلائل الصدق 2 / 526.
(31) دلائل الصدق 2 / 589.
(32) دلائل الصدق 2 / 593.
(33) دلائل الصدق 2 / 594.
(34) دلائل الصدق 3 / 316.