* شواهد التنزيل لقواعد التفضيل:
وأخرج الحاكم الحسكاني: «قوله سبحانه: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ):
* قول ابن عبّاس فيه:
أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو الشيخ، قال: حدّثنا أحمد ابن يحيى بن زهير التستري وعبدالرحمان بن أحمد الزهري، قالا: حدّثنا أحمد بن منصور، قال: حدّثنا عبدالرزّاق، عن عبدالوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبّاس ]في قوله تعالى:[ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
أخبرنا السيّد عقيل بن الحسين العلوي، قال: أخبرنا أبو محمّد عبدالرحمان بن إبراهيم بن أحمد بن الفضل الطبري من لفظه بسجستان، قال: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبداللّه المزني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبداللّه، قال: حدّثنا الفهم بن سعيد بن الفهم بن سعيد بن سُليك بن عبداللّه الغطفاني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: حدّثنا عبدالرزّاق بن همّام، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: كنت جالساً مع ابن عبّاس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ)؟
فقال ابن عبّاس: أُنزلت في عليّ بن أبي طالب.
أخبرنا الحسين بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد ابن شيبة، قال: حدّثنا عبيداللّه بن أحمد بن منصور الكسائي، قال: حدّثنا أبو عقيل محمّد بن حاتم بن ]حاجب الملقّب بـ : الشاه[(1)، قال: حدّثنا عبدالرزّاق، قال: حدّثنا ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبّاس في قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، قال: عليّ عليه السلام.
وأخبرنا الحسين ]بن محمّد الثقفي[، قال: حدّثنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزدي الموصلي، قال: حدّثنا عصام بن غياث السمان البغدادي، ]قال: [حدّثنا أحمد بن سيار المروزي، قال: حدّثنا عبدالرزّاق به، ]و [قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب.
أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيداللّه، قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبداللّه الدقاق ببغداد ابن السماك، قال: حدّثنا عبداللّه بن ثابت المقري، قال: حدّثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحّاك، ]عن[ ابن عبّاس ]به[.
وحدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي بالبصرة، قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد، عن ابن عبّاس.
قال سفيان: وحدّثني الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قول اللّه تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ)، يعني: ناصركم اللّه. (وَرَسُولُهُ)، يعني: محمّداً صلّى عليه وآله وسلّم. ثمّ قال: (وَالَّذينَ آمَنُوا)، فخصّ من بين المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقال: (الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ)، يعني: يتمّون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها، ](وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)[.
وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه، فلم يبق في المسجد غير عليّ قائماً يصلّي بين الظهر والعصر، إذ دخل ]عليه[ فقير من فقراء المسلمين، فلم يرَ في المسجد أحداً خلا عليّاً، فأقبل نحوه فقال: يا وليّ اللّه! بالذي تصلّي له أن تتصدّق علَيّ بما أمكنك. وله خاتم عقيق يماني أحمر ]كان[ يلبسه في الصلاة في يمينه، فمدّ يده فوضعها على ظهره، وأشار إلى السائل أنْ انزعه، فنزعه ودعا له ومضى، وهبط جبرئيل، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ: لقد باهى اللّه بك ملائكته اليوم; اقرأ: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ)».
* قول أنس فيه:
أخبرنا عبداللّه بن يوسف إملاءً وقراءة في الفوائد، قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عقبة، قال: حدّثنا الخضر بن أبان، قال: حدّثنا إبراهيم بن هدبة، عن أنس:
أنّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الوفيّ المليّ؟ وعليّ عليه السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل، أي: اخلع الخاتم من يدي.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا عمر! وجبت.
قال: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه، ما وجبت؟
قال: وجبت له الجنّة، واللّه ما خلعه من يده حتّى خلعه ]اللّه[ من كلّ ذنب ومن كلّ خطيئة.
قال: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه، هذا لهذا؟
قال: هذا لمن فعل هذا من أُمّتي.
أخبرني الحاكم الوالد ومحمّد بن القاسم، أنّ عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ أخبرهم، أنّ محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق، وكان ثقة، قال: حدّثنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي، قال: حدّثنا حميد الطويل، عن أنس، قال:
خرج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى صلاة الظهر فإذا هو بعليّ يركع ويسجد، وإذا بسائل يسأل، فأوجع قلب عليّ كلام السائل، فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره، فدنا السائل منه فسلّ خاتمه عن إصبعه، فأنزل اللّه فيه آية من القرآن، وانصرف عليّ إلى المنزل، فبعث النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إليه، فأحضره، فقال: أيّ شيء عملت يومك هذا بينك وبين اللّه تعالى؟
فأخبره، فقال: هنيئاً لك يا ]أ[با الحسن; قد أنزل اللّه فيك آية من القرآن: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية.
]والحديث[ اختصرته.
* قول محمّد بن الحنفيّة فيه:
أخبرنا أبو عبداللّه النيسابوري السفياني قراءة، قال: حدّثنا ظفران بن الحسين، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن عثمان بن تارخ المعمري، قال: حدّثنا يحيى بن عبدك القزويني، قال: حدّثنا حسان بن حسّان، قال: حدّثنا موسى بن مطير الكوفي، عن الحكم بن عُتيبة، عن المنهال بن عمرو، عن محمّد ابن الحنفيّة:
أنّ سائلاً سأل في مسجد رسول اللّه فلم يعطه أحد شيئاً، فخرج رسول اللّه ]صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[ وقال: هل أعطاك أحد شيئاً؟
قال : لا، إلاّ رجل مررت به وهو راكع فناولني خاتمه.
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: وتعرفه؟
قال: لا.
فنزلت هذه الآية: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)، فكان عليّ بن أبي طالب… .
* قول عطاء:
حدّثني الحاكم أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن خَفْيف بشيراز، قال: حدّثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن يعمر الواسطي، قال: حدّثنا عبداللّه بن عمر القرشي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن حميد الصفّار، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عطاء بن السائب ]في قوله تعالى:[ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية، قال: نزلت في عليّ; مرّ به سائل وهو راكع فناوله خاتمه.
* قول عبدالملك بن جُرَيج المكّي
أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسين الجبلي، قال: حدّثنا علي بن محمّد ابن لؤلؤ، قال: أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري، قال: حدّثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي، قال: حدّثنا حجّاج، عن ابن جُرَيج، قال:
لمّا نزلت: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية، خرج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى المسجد، فإذا سائل يسأل في المسجد، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه وآله: هل أعطاك أحد شيئاً وهو راكع؟
قال: نعم، رجل لا أدري من هو.
قال: ماذا ]أعطاك[؟
قال: هذا الخاتم.
فإذا الرجل: عليّ بن أبي طالب، والخاتم خاتمه، عرفه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
(1) ما بين المعقوفين لم يذكر في المصدر هنا; لكنّه مذكور في السند نفسه في موارد اخرى.