* جامع الأُصول من أحاديث الرسول:
أخرج ابن الأثير، عن رزين الحافظ، ما نصّه:
«عبداللّه بن سلام ـ رضي اللّه عنه ـ قال: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورهط من قومي، فقلنا: إن قومنا حادّونا لمّا صدّقنا اللّه ورسوله، وأقسموا لا يكلّمونا، فأنزل اللّه تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، ثمّ أذّن بلال لصلاة الظهر، فقام الناس يصلّون، فمن بين ساجد وراكع، إذا سائل يسأل، فأعطاه عليّ خاتمه وهو راكع.
فأخبر السائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقرأ علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
أخرجه رزين»(1).
و«رزين» هو: رزين بن معاوية بن عمّار العبدري، المتوفّى سنة 535، وقد وصفه الذهبي بـ : «الإمام المحدّث الشهير»(2).
وقال ابن الأثير: «وتلاهم آخراً أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي، فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطّأ لمالك وجامع أبي عيسى الترمذي وسنن أبي داود السجستاني وسنن أبي عبدالرحمن النسائي، رحمة اللّه عليهم، ورتّب كتابه على الأبواب دون المسانيد».
قال: «وأمّا الأحاديث التي وجدتها في كتاب رزين ـ رحمه اللّه ـ ولم أجدها في الأُصول، فإنّني كتبتها نقلاً من كتابه على حالها في مواضعها المختصّة بها، وتركتها بغير علامة، وأخليت لذكر اسم من أخرجها موضعاً، لعلّي أتتبّع نسخاً أُخرىُ لهذه الأُصول وأعثر عليها، فأُثبت اسم من أخرجها»(3).
(1) جامع الأُصول 8 / 664 ح 6515.
(2) سير أعلام النبلاء 20 / 204 رقم 129.
(3) جامع الأُصول 1 / 48 و55.