* تفسير ابن كثير:
وأخرج ابن كثير، قال: «وقال ابن أبي حاتم: حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدّثنا أيوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيم، في قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، قال: هم المؤمنون وعليّ بن أبي طالب(1)..
وحدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول، حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع فنزلت: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
وقال ابن جرير: حدّثني الحارث، حدّثنا عبدالعزيز، حدّثنا غالب بن عبداللّه: سمعت مجاهداً يقول في قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية: نزلت في عليّ بن أبي طالب; تصدّق وهو راكع.
وقال عبدالرزّاق: حدّثنا عبدالوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبّاس، في قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية، نزلت في عليّ بن أبي طالب.
عبدالوهّاب بن مجاهد لا يحتجّ به.
وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري، عن أبي سنان، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس، قال: كان عليّ بن أبي طالب قائماً يصلّي، فمرّ سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ).. الآية.
الضحّاك لم يلقَ ابن عبّاس.
وروى ابن مردويه أيضاً من طريق محمّد بن السائب الكلبي ـ وهو متروك ـ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم. قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع. قال: وذلك عليّ بن أبي طالب، قال: فكبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند ذلك وهو يقول: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
وهذا إسناد لا يقدح به.
ثمّ رواه ابن مردويه من حديث عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه نفسه، وعمّار بن ياسر، وأبي رافع»(2).
(1) روى ابن أبي حاتم بهذا السند أنّه: عليّ بن أبي طالب، وروى بسند آخر: عن السدّي، أنّه قال: هم المؤمنون وعليّ منهم.
راجع: تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162 ح 6548.
(2) تفسير ابن كثير 2 / 67 ـ 68.