الفائدة الثانية
رأي الإمام الباقر في نزول الآية
ولقد ذكر بعضهم ـ كالجصّاص في عبارته المذكورة ـ الإمام أبا جعفر الباقر عليه السلام في القائلين بن زولها في أمير المؤمنين عليه السلام، وبه يردّ على ما نقله الدهلوي في التحفة الاثني عشرية عن تفسير النقّاش أنّه عزا إلى الإمام قوله بأنّ المراد: عموم المؤمنين، فقيل له: الناس يقولون إنّها نزلت في خصوص عليّ؟! فقال: عليّ من المؤمنين.
هذا، مضافاً إلى تكلّم القوم في البغدادي النقّاش وتفسيره المسمّى شفاء الصدور; فأبو بكر البرقاني يقول: كلّ حديث النقّاش منكر، وليس في تفسيره حديث صحيح..
ووهّاه الدارقطني.
وهبة اللّه بن الحسن اللالكائي الطبري يقول: تفسير النقّاش إشفى(1) الصدور لا شفاء الصدور.
والخطيب البغدادي يقول: في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
وطلحة بن محمّد الشاهد يقول: كان النقّاش يكذب في الحديث.
والذهبي يقول: قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متّهم(2).
1) الإشفى: المِثْقَب، يُخرز به، يستعمله الإسكاف. انظر: لسان العرب 14 / 438 مادّة «شفي».
(2) لاحظ الكلمات في: تاريخ بغداد 2 / 198 ـ 201 رقم 635، سير أعلام النبلاء 15 / 573 ـ 567 رقم 348، لسان الميزان 5 / 132; ترجمة النقّاش أبي بكر محمّد ابن الحسن بن محمّد بن زياد الموصلي البغدادي (266 ـ 351 هـ).