3 ـ الإخفاء والتعتيم على اسم عليّ!!
وحاول آخرون منهم أن يكتموا اسم عليٍّ عليه السلام:
* فحذفوا اسمه من الحديث، كما في الرواية عن جدّ سلمة بن عبديشوع المتقدّمة.
* بل تصرّف بعضهم في حديث مسلم وأسقط منه اسم «عليّ» كما سيأتي عن «البحر المحيط»!!
* والبلاذري عنون في كتابه «صلح نجران» وذكر القصّة، فقال:
«فأنزل اللّه تعالى: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَاب ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ـ إلى قوله: الْكَاذِبِينَ) فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم عليهما، ثم دعاهما إلى المباهلة، وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين، فقال أحدهما لصاحبه: اصعد الجبل ولا تباهله، فإنّك إن باهلته بؤت باللعنة. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن نعطيه الخراج ولا نباهله…»(1).
* وابن القيّم اقتصر على رواية جدّ سلمة، ولم يورد اللفظ الموجود عند مسلم وغيره، قال: «وروينا عن أبي عبداللّه الحاكم، عن الأصمّ، عن أحمد بن عبدالجبّار، عن يونس بن بكير، عن سلمة ابن عبديشوع، عن أبيه، عن جدّه، قال يونس ـ وكان نصرانياً فأسلم ـ : إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم كتب إلى أهل نجران…» فحكى القصّة إلى أن قال:
«فلمّا أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم الغد بعدما أخبرهم الخبر، أقبل مشتملا على الحسن والحسين رضي اللّه عنهما في خميل له وفاطمة رضي اللّه عنها تمشي عند ظهره للمباهلة، وله يومئذ عدّة نسوة…»(2).
* وكذا فعل ابن كثير في تاريخه…(3).
* واختلف النقل عن الشعبي على أشكال:
أحدها: روايته عن جابر بن عبداللّه، وفيها نزول الآية في عليٍّ وفاطمة والحسنين.
والثاني: روايته الخبر مع حذف اسم عليٍّ!! رواه عنه جماعة، وعنهم السيّوطي، وقد تقدّم.
وجاء عند الطبري بعد الخبر عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي; وليس فيه ذكر عليٍّ: «حدّثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، قال: فقلت للمغيرة: إنّ الناس يروون في حديث أهل نجران أنّ عليّاً كان معهم!
فقال: أمّا الشعبي فلم يذكره، فلا أدري لسوء رأي بني أُميّة في عليّ، أو لم يكن في الحديث»(4).
والثالث: روايته الخبر مع حذف اسم عليٍّ! وإضافة «وناس من أصحابه»!! وهو ما نذكره:
(1) فتوح البلدان: 75 ـ 76.
(2) زاد المعاد في هدي خير العباد 3 / 39 ـ 40.
(3) البداية والنهاية 5 / 53.
(4) تفسير الطبري 3 / 211.