استدلال الشيخ الطوسي
* وقال الشيخ الطوسي: «أحد ما يستدلّ به على فضله عليه السلام، قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ…) إلى آخر الآية.
ووجه الدلالة فيها: أنّه قد ثبت أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دعا أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إلى المباهلة، وأجمع أهل النقل والتفسير على ذلك، ولا يجوز أن يدعو إلى ذلك المقام ليكون حجّةً إلاّ من هو في غاية الفضل وعلوّ المنزلة، ونحن نعلم أنّ قوله: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) لا يجوز أن يعني بالمدعوّ فيه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم; لأنّه هو الداعي، ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه، وإنّما يصحّ أن يدعو غيره، كما لا يجوز أن يأمر نفسه وينهاها.
وإذا كان قوله تعالى: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) لابُدّ أن يكون إشارةً إلى غير الرسول، وجب أن يكون إشارةً إلى أمير المؤمنين عليه السلام; لأنّه لا أحد يدّعي دخول غير أمير المؤمنين وغير زوجته وولديه عليهم السلام في المباهلة…»(1).
وقال بتفسير الآية: «واستدل أصحابنا بهذه الآية على أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان أفضل الصحابة من وجهين:
أحدهما: إنّ موضوع المباهلة ليتميّز المحقّ من المبطل، وذلك لا يصحّ أن يفعل إلاّ بمن هو مأمون الباطن، مقطوعاً على صحّة عقيدته، أفضل الناس عند اللّه.
والثاني: إنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعله مثل نفسه بقوله: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ…)(2).
(1) تلخيص الشافي 3 / 6 ـ 7.
(2) التبيان في تفسير القرآن 2 / 485.