قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع* لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).
أقول:
نذكر أوّلا أسماء طائفة من رواة الخبر من أبناء العامّة، ليظهر بطلان قول ابن تيميّة: «باطل باتّفاق أهل العلم»، فنقول:
لقد وردت الرواية في كتب القوم عن عدّة كبيرة من الأعلام، ورواه الكثيرون من المحدّثين والمفسّرين المشهورين في كتبهم، وإليك الأسماء:
1 ـ أبو بكر السبيعي، المتوفّى سنة 162.
2 ـ سفيان بن سعيد الثوري، المتوفّى سنة 161.
3 ـ سفيان بن عيينة، المتوفّى سنة 198.
4 ـ أبو نعيم الفضل بن دكين، المتوفّى سنة 219.
5 ـ أبو عبيد الهروي، المتوفّى سنة 223 أو 224.
6 ـ إبراهيم بن حسين الكسائي، ابن ديزيل، المتوفّى سنة 281.
7 ـ أبو بكر النقّاش الموصلي، المتوفّى سنة 351.
8 ـ أبو إسحاق الثعلبي، المتوفّى سنة 427 أو 437.
9 ـ أبو الحسن الواحدي، المتوفّى سنة 468.
10 ـ الحاكم الحسكاني النيسابوري، المتوفّى سنة 470.
11 ـ سبط ابن الجوزي، المتوفّى سنة 654.
12 ـ أبو عبداللّه محمّد بن أحمد القرطبي، المتوفّى سنة 671.
13 ـ شيخ الإسلام الحموئي الجويني، المتوفّى سنة 722.
14 ـ الشيخ محمّد الزرندي المدني الحنفي، المتوفّى بعد سنة 750.
15 ـ ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي، المتوفّى سنة 849.
16 ـ نور الدين ابن الصبّاغ المالكي، المتوفّى سنة 855.
17 ـ نور الدين علي بن عبداللّه السمهودي، المتوفّى سنة 911.
18 ـ شمس الدين الخطيب الشربيني القاهري، المتوفّى سنة 977.
19 ـ أبو السعود محمّد بن محمّد العمادي، المتوفّى سنة 982.
20 ـ جمال الدين المحدّث الشيرازي، المتوفّى سنة 1000.
21 ـ زين الدين عبد الرؤوف المناوي، المتوفّى سنة 1031.
22 ـ نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي، المتوفّى سنة 1044.
23 ـ أحمد بن باكثير المكّي، المتوفّى سنة 1047.
24 ـ شمس الدين الحفني الشافعي، المتوفّى سنة 1181.
25 ـ أبو عبداللّه الزرقاني المالكي، المتوفّى سنة 1122.
26 ـ محمّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المتوفّى سنة 1182.
27 ـ السيّد مؤمن الشبلنجي المصري، المتوفّى بعد سنة 1322.
28 ـ الشيخ محمّد عبده، المتوفّى سنة 1323.
القضيّة كما في الروايات:
والقضية في مجملها كما في الروايات: إنّه لمّا خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خطبته في غدير خمّ، وقال فيها ما شاء اللّه أن يقول، وذكر أميرالمؤمنين وأهل البيت عليهم السلام حتّى قال: «أيّها الناس! ألست أَولى بكم من أنفسكم؟! قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه…» وبايع القوم عليّاً…، وطار الخبر في الأقطار، وشاع في البلاد والأمصار، فبلغ الناس الّذين لم يكونوا مع رسول اللّه في حجّته… .
أتاه رجل(1) على ناقة له، فأناخها على باب مسجده، ثمّ عقلها، فدخل في المسجد، ورسول اللّه جالس وحوله أصحابه، فجثا بين يديه، فقال:
يا محمّد! إنّك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه; فقبلنا منك ذلك.
وإنّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة، ونصوم رمضان، ونحجّ البيت، ونزكّي أموالنا; فقبلنا منك.
ثمّ لم ترض بهذا، حتّى رفعت بضَبعَي ابن عمّك، وفضّلته على الناس، وقلت: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه!
فهذا شيء منك أو من اللّه؟!
فقال رسول اللّه ـ وقد أحمرّت عيناه ـ : واللّه الذي لا إله إلاّ هو، إنّه من اللّه وليس منّي. قالها ثلاثاً.
فقام الرجل وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً، فأرسل علينا حجارةً من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.
قال الراوي: فواللّه ما بلغ ناقته حتّى رماه اللّه من السماء بحجر، فوقع على هامته، فخرج من دبره، ومات. وأنزل اللّه تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع).
(1) سيأتي الكلام في اسم هذا الرجل.