هل كان الإمام علي عليه السلام يعلم أنه سيقتل في ليلة المبيت أم لا؟ إذا كان يعلم، فليس هذا شأنًا، وإذا لم يكن يعلم، فلم يكن لديه العلم الذی ندعيه له.

السؤال

هل كان الإمام علي عليه السلام يعلم أنه سيقتل في ليلة المبيت أم لا؟ إذا كان يعلم، فليس هذا شأنًا، وإذا لم يكن يعلم، فلم يكن لديه العلم الذی ندعيه له.

الجواب
باسمه تعالى
السلام عليكم

أولا: إذا سمعت هذه الشبهة من أهل السنة، فاعلم أنه قديم جدًا، ربما كان الجاحظ (توفي 255 هـ) أول من طرحه وأجاب عليه العلماء. وبشكل عام، النقاش معهم يكون بطريقة مختلفة وله طريقة خاصة به، وسيتم شرح ذلك في وقت آخر.

ثانيا: أن نزول الآیة في ليلة المبيت بشأنه، واعتباره فضيلة، وافتخار الإمام و تباهیه بهذه القصة، ذكرت في الكتب المعتبرة للشيعة وأهل السنة وهي مقبولة للجميع. على عكس وجود أبی بكر مع الرسول الله في الغار الذي هو موضوع للنقاش على الأقل

ثالثا: ما تريد أن تعرفه هو أنه مع العلم بأنه لن يقتل، ما هو وجه الفضيلة؟ هذا سؤال جيد بأن نعرف أنه مع العلم بعدم خطر القتل، فما هو وجه الفضیلة؟

في الجواب يقال:تأمل أفضل وأدق في الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَن یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ}  لتعرف أن ((من)) هو تبعیضیة، لذا بعض الناس هكذا، والبعض الآخر لا يمتلك هذه الفضيلة. و ((یشری نفسه)) یشیر إلی أن الإمام باع نفسه في سبيل الله وعرضها للخطر و یمکن البداء. ونتيجة هذا العمل هو  سلامة الرسول.  على الرغم من أن الله ضمن حفظ الرسول الله ولكن مبيت الإمام علي كان له دور وهذا العمل موضع تقدير من الله وتحسين المؤمنين وجميع العقلاء. افترض أنه إذا كان شخصًا في البحر معرضًا للغرق، وشخصًا ماهرًا في السباحة يقوم بعملية الإنقاذ، فهذا العمل نفسه يستحق التقدير حتى لو كان لديه الخبرة في إنقاذ الغرقاء لأن الحياة والموت في يد الله ونتيجة العمل تستحق التقدير

أتمنى لك التوفيق